ذكرياتي مع اللحوم
لي ذكريات كثيرة تربطني بهذه اللحوم بدءاً من زمن الطفولة.. حيث كان «عمي جلال» رحمه الله.. جزار الحلة.. وكنا نقوم بتوصيل بعض اللحوم لبعض البيوتات الكبيرة بحكم أنهم راتبون في شراء تلك اللحوم لوجود تواثق لهم مع عمي.. فارتبط المشوار إلى تلك البيوت قرب البحر بذلك اللحم.. وذلك التكليف الجميل.. فعندما جاءت لحوم أبو حريرة ونحن بالمرحلة الإبتدائية كنا من المداومين على التعامل معها بحكم حبنا لعمنا «الراحل جلال الصديق».. فتمر الأيام وأجد نفسي في معقل السلخانات.. دراسة وعملاً وتفتيشاً.. ولكم كنت «مرعبة» في تلك النواحي من القرى حول «أبو قمي» بالنيل الأزرق.. وأنا أمارس بعض صلاحيات الكشف على اللحوم المعروضة خاصة عندما نكون في طريقنا إلى «سوق سنجة نبق».. ولكني بعد أن عرفت أن أحد «البياطرة» بالخرطوم قد «فقعت عينو» في حملة كيري.. خلعت عني تلك الوصاية الصحية.. خاصة وأن ذلك الطبيب ظل يتردد على كل الجهات المعنية من أجل العلاج وكان ردها «أضان الحامل طرشا».
الجزار البيطري
لكم سعدت وأنا أسمع أن الكل يسعى لأن يتأتى اليوم الذي يصبح فيه الجزار طبيباً بيطرياً.. فهذا وعي متقدم وصحي.. فالبيطري من خطوات ثلاث فقط يمكن أن يحدد لك صحة اللحم الذي أمامه.. كشف نظر «شوف ساي».. كشف تحسس «جس».. والكشف بالقطع.. فهنئياً لكل مواطن أكل لحماً تم كشفه وفحصه بيطرياً.. فهل سيأتي اليوم الذي يصاحب الجزارة معمل صغير.. ومسلخ بكل محلية أو حلة أو حي..
آخر الكلام:
مبروك.. طرح اللحوم.. والسعر المعقول.. وحليل زمن كانت اللحوم تصدر من مطار الخرطوم بالأطنان.. ويلا..
مع محبتي للجميع..
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]