[JUSTIFY]
إذن حرب الجبهة الثورية ليست ضد الحكومة أو ما عادت ضدها الآن بعد أن انهزمت ميدانياً وانكسرت شوكتها أمام القوات الرسمية من جيش ودفاع شعبي وشرطة دفاعية. كان عدو الجبهة الثورية هو القوات الحكومية لكن عدوها الآن ـ هو للأسف ـ المرأة السودانية والطفل السوداني والمسن السوداني وموظف الدولة الذي يخدم هؤلاء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وليت هدف المتمردين في الجبهة الثورية التي تضم قطاع الشمال بالحركة الشعبية وحركات دارفور المتمردة يقودها عبد الواحد ومناوي وجبريل إبراهيم، ليت هدفهم فقط هو استهداف محطات الكهرباء والوقود والاتصالات كما فعلوا في أم روابة ودمروها تدميراً، فهذا أهون مما فعلوه بالفتيات اللائي كان ذنبهن انهن ينتمين إلى قبائل عربية، فقد قامت الجبهة الثورية بذبح ثمانين فتاة من القبائل العربية أمام أعين الأهالي لرفضهن مرافقة المعتدين الذين أعياهم النضال ضد الحكومة ولجأوا لنضال ضد المرأة السودانية وشرفها وكرامتها. ثمانين فتاة أعدن تاريخ المرأة السودانية في المتمة، تلك هي قصة النساء اللائي أغرقن أنفسهن في نهر النيل حتى لا يصبحن سبابا للعدو الذي لا يفهم أن ما يُلحقه بأعراض الناس من أذى واستحياء سيرتد على أعراضه. «دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا». المرأة السودانية في أبوكرشولا أو في أم روابة تبقى أغلى وأهم من المواد الغذائية التي ينهبها المتمردون لسد الرمق، ومن محطات الكهرباء والوقود والاتصالات. هل تريد الجبهة الثورية أن تحكم السودان هذا؟.. وماذا ستقولون بعد أن تحكم عن ذبح ثمانين فتاة من القبائل العربية رفضن أن يكن سبايا؟ هل سيكفي الاعتذار أم أن مزيداً من الفتيات سيكن ضحيات مثل الثمانين؟ إن الجبهة الثورية تنطلق في عدوانها ضد الفتيات والأطفال والمواطنين جميعهم من الشعور باليأس من احتلال الخرطوم واستباحتها واستلام الحكم بمساعدة أجنبية وإسرائيلية ثم بعد ذلك دعم إعلامي أجنبي يخدم أسطورة ثورة في السودان لصالح الشعب السوداني الذي تُذبح منه ثمانون فتاة.
تأكيد إقامة سد كجبار
٭ ربما ظن البعض أن الحكومة السودانية قد انحنت لعاصفة الاحتجاجات التي أريد بها منع قيام سد كجبار، فبعد التصعيد من بعض أهالي المناطق التي ستتأثر بقيام السد، قلت التصريحات الحكومية حوله، لكن أمس الأول أطلقت حكومة الولاية الشمالية تصريحات قوية حيث قال مستشار الولاية الشمالية للكهرباء والسدود المهندس يوسف طاهر قرشي إن الحكومة عازمة على إقامة مشروع السد. لكن الغريب في الأمر أن تقريراً نُشر من قبل كان يتحدث عن تأثر قرابة مائتي قرية بقيام السد بينما يقول مستشار والي الشمالية يوسف طاهر قرشي بأن قيام السد سيغمر اثنتي عشرة قرية بالضفتين الشرقية والغربية لنهر النيل من قرية سيو إلى قرية حبرات شرق النيل، ومن قرية كجبار إلى قرية تاجاب غرب النيل. فأين الحقيقة؟ وطبعاً تضاف إلى هذه القرى جزيرة أردوان التي ستُغمر بالكامل وستصبح مثل جزيرة عباس في مقرن النيلين بالخرطوم في فصل الخريف.
لكن المهم في الأمر هو التعويض المجزي جداً ما دام أن هذا المشروع سيكون هو الضلع الرابع لمربع التنمية بدلاً من أن تكون التنمية مثلثة بسدود مروي والروصيرص وأعالي نهر عطبرة وسيتيت، فإن الحكومة تقول بأن السد سيُسهم في إنشاء مشروعات تنموية ضخمة.
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]