شارع الهواء .. من ( عليّل ) إلى ( كتاحة ) !!

الشارع الذي يقع جنوب السوق المركزي بالخرطوم والمعروف ( بشارع الهواء ) تسميته ( كانت ) تعبّر عنه شارع واسع يتكون من ( مسارين ) وهاديء مضيء بالليل بأنوار ساطعة ، غير مزدحم ، يخرجك من إختناق الشوارع الداخلية الصاخبة والمزدحمة والضيقة الى السعة والإنتعاش بهوائه العليل وإنسيابية حركته، لدرجة ان البعض أرجعوا تسميته إلى شارع ( الهوى ) وليس ( الهواء ) لما كان يستمتع به المــــــارة من هدوء وصفاء ونقـــــــاء أجواء ، وكان ماحول الشارع قبل هذه ( الملوثات ) يذكرك ( بالبّر ) الذي ترتاده معظم الأسر قصداً للتحرر من تحت الأسقف الأسمنتية ( الخانقة ) للرحـــــابة والفضاء وإطلاق بصرهم لعنان السماء .

وكحال العدوي التي تصيب كل ماهو ( سليم ) في بلادنا فقد أصابته عدوي أفقدته بريقه و ( إسمه ) العليل ، ليتحول إلى شارع ( كتاحة ) بإمتياز بفعل إحدى شركات الطرق التي أرادت ان تكحلها ( فعمتها ) قامت هذه الشركة أو هذه الجهة التي لا نعلم لأي ( جهة ) تتبع ، قامت بعمل ردمية محازيّة لإحدى المسارات و ( يبدو ) أنها تنوي ( توسعة ) الطريق ، تفاءلنا خيراً وقلنا أنه إنجاز يضاف إلى إنجازات هذا الشارع الحيوي ( المهم ) الذي فك الإختناقات ، ولكن للأسف (وقف حمار الشيخ عند العقبة ) توقفت هذه الجهة عند مرحلة الردمية فقط ، ونقلت معداتها وذهبت وكأن كل غايتها إضافة مسار ( ترابي ) ليدفن بقية الطريق المسفلت !!

فأصبحت العشوائية تضرب بأطنابها في هذا المسار ( الترابي ) الذي إستمر توقف العمل فيه لعدة أشهر ، فأحياناً يستغله بعض مستخدمي الطريق من أصحاب السيارات ( المتعجلّة ) للتخطي ، فيدفنون من هم خلفهم ( بالغبار ) ، وقد تضطر أحياناً لتشغيل الإضاءة نهاراً بفعل ( العجاج ) ، ويستخدمه آخرين لعكس الشارع من الإتجاه الآخر فتجد نفسك فجأة أمام ( كتاحة ) من الأمام !!

علاوة على الرمل و( الحصى ) الذي هشم زجاج كثير من السيارات من فرط تطايره طوال الطريق .

أما إضاءة الشارع فحدث ولاحرج ، أعمدة مائلة ومترنحة بفعل ( الصدمات ) والبعض مهملاً على قارعة الطريق وبعضها مضيء و الغالبية ( مظلمة ) إلى أن يربطك الطريق بشارع ( الكلاكلة شرق ) فيحلك الظلام ويتزايد الإهمال ، في غياب تام للصيانة والمسآلة !!

وعلى جانبه ( زرائب تجار الماشيّة ) وقد يفأجئك ( خروفاً ) مفارقاً للقطيع يضطرك لدفع ( تعويض ) و يزكم أنفك ( روث ) البهائم بمحازاة الشارع ، والمشهد الغريب والطريف أن هناك ( كشكاً ) لإحدى القوات النظامية على نفس الشارع بتقاطع (صينية مايو ) وعلى مقربة من هذه الزرائب إضطروا لوضع حجارة لمنع ( زحف ) روث ( الخراف ) ويجلسون على كراسيهم غير عابئين بما حولهم !

وإن ( قٌدِر ) لك أن تمر نهاية الأسبوع في يومي عطلة الجمعة والسبت فتكمل لك ( دلالة ) السيارات ( الناقص ) من الفوضى وذلك بالشارع ( الرابط بنفس الطريق ) ، فوضى لسيارات معروضة للبيع يتم إصطفافها وغسلها في قلب الشارع مع عكس للسير دون مبالاة أو إحترام لقواعد مرور أو نظام !

نناشد المسؤولين ان يعيدوا لنا شارع ( الهواء ) الى ( سيرته الأولى ) بهوائه العليل وإضاءته الساطعة ، وسفلتته المنسابة .

ومن المفارقات أن السودان هو البلد الوحيد بالعالم الذي يطالب أن تعود ( معظم ) المرافق إلى ( سيرتها الأولى ) وبالمناسبة حتى الحكومة ( لاتستحي ) من رفع هذا الشعار فتجده شعاراً يزيّن مداخل بعض المدن أو واجهات المرافق .

أعيدوا شارع ( الهواء ) او ( الهوى ) ، لطالبي الهواء العليل أو لإسعاد قــــــلوب المحبيّن ، ونتمنى من الشركة العاملة بالطريق أن تكمل ( سفلتتها ) وتخبز عجينها الذي ( عجنته ) ، وإلى ذاك الحين نرجو من إدارة المرور أن تضع ( حواجز ) على المسار ( الترابي ) الذي لم يكتمل لمنع عكس السير والتخطي ( الطائش ) مع كتاحته ، من أجل سلامة الجميع .

بقلم : محمد الطاهر العيسـابـي
[email]motahir222@hotmail.com[/email]

Exit mobile version