ثم افترقنا، والكون يبحث عن فروض الاتحاد، والعلماء يبذلون جهدهم هنا وهناك بحثاً عن الترابط، ثم ها نحن نهدي العشاق في عيد ترابطهم طعماً جديداً للسفر، ونمنح كل جاذبية في الأرض لوناً آخر من التنافر.
{ إذن لماذا التقينا؟!
{ ربما هي الأقدار قذفت بنا في طريق الصمت لتتجاذبنا أفواه الكلمات على طريقتها..
{ كأننا طبقٌ تضع فيه الأشياء ما تشاء من اللمسات، فتمنحنا الحزن المر يوماً، وتمنحنا الفرح يوماً آخر، ونحترق مرة وتنزل علينا نار القدر برداً وسلاماً مرة أخرى..
{ دعني أحدثك عنك، أنت رجل لم تجُد به ذاكرة التاريخ ولم تنجبه أرحام النساء، ليس لأنك وحدك في هذه الدنيا، ولكن لأنك ظاهرة لا تتجدد إلا عبر السنين!!
{ سبب المشاكل وقطع العلاقات وشحن النفوس هو نقل الكلام، فكن أصم.. أبكم.. وأعمى عن عيوب الآخرين، لأن لكل منا عيوبه وللناس ألسنة وفراغ!!
{ غريب من يجد لنفسه عذراً في كل شيء ولا يعذر الناس في أي شيء..
{ أجمل سرقة هي سرقة القلوب بطيب الأخلاق!!
{ الفراشة رغم جمالها.. حشرة، والصبار رغم قسوته زهرة.. فلا تحكم على الناس من أشكالهم، بل احكم عليهم بما تحتويه قلوبهم.
{ اهتمامنا شديد بمسمياتنا في هذه الدنيا: بروفيسور.. دكتور.. مهندس.. وغير ذلك، لكن ماذا أعددنا لمسمياتنا في الآخرة؟! الصائمون؟! القائمون؟! القانتون؟! الساجدون؟! الذاكرون؟! أم المتصدقون؟!
{ فلنتفكر في قوله تعالى: (.. يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)..
{ لنعلم أن الحياة الحقيقية ليست الآن، وأن ما نحياه الآن ليس إلا استعداد لها!!