الدامر .. حكاية سوق تحكمه النساء ..!!

[JUSTIFY]لأول مرة بالسودان يخصص سوق بأكمله لعمل النساء بمدينة الدامر حاضرة ولاية نهر النيل وذلك نسبة للتطور الحديث في مدينة الدامر والوعي الذي انتشر مؤخرا مغيراً النظرة السلبية للمرأة العاملة بأخرى اكثر إيجابية، خصوصاً أن عدداً من النساء بدأن في العمل بالأسواق مشاركات بذلك الرجال، وبمدينة الدامر أحد تلك الأسواق والتي تسهم في إعطاء المرأة كل حقوقها، وهو سوق مخصص له يوم السبت من كل أسبوع (السوداني) اقتحمت السوق وطافت من خلاله وعسكت الأسطر التالية: بيع بالرخاء: الحاجة حواء محمد آدم العاملة بالسوق قالت لـ(السوداني) إن المرأة قديماً كانت تمنع من دخول السوق في الدامر، لكن اختلف الأمر مؤخرا بعد التعليم والانفتاح على الحضر، وأصبحت للنساء والطالبات مساحة كبيرة داخل الأسواق ، وتواصل حديثها بأن البيع داخل السوق يعتمد على الرخاء للتكافل مع إنسان المنطقة . لسوء الظروف: الخالة فائزة التوم وجدناها وهي تقوم بربط عدد من الأكياس مع بعضها البعض، سألناها حول عملها، فقالت إن غالبية النساء العاملات بالسوق تجبرهن المعيشة على العمل هناك، لأن المرأة التي تعمل به لا تجد من يعيلها هي وأولادها، وتقول أيضا توجد نساء عاملات متزوجات لكن لسوء الظروف الاقتصادية تخرج المرأة للعمل بالسوق لمساعدة نفسها وزوجها، وتضيف أن المحلية تساعدهن على العمل وتقدم لهن كل ما يحتجونه. ملتقى للناس: كان ينظر لنا بين الفينة والأخرى، إحسسنا بأن الرجل يريد قول شي، خصوصاً أنه يتواجد في سوق (تحكمه) النساء فاتجهنا نحوه وسألناه عن سبب تواجده في سوق ربما كان للنساء فقط، فقال لنا بعد أن صمت قليلاً: (أنا اسمي الحاج بابكر مضوي وأنا من المؤسسين لهذا السوق وآتي كل سبت من أيام الأسبوع للاطمئنان على الأوضاع)، وزاد: (هذا السوق صار ملتقى للناس ومعظم العاملين بالسوق من النساء)، ويضيف:(زمان كان من المستحيل حدوث هذا، أما اليوم فقد صار الرجل في الدامر أكثر تفهما لعمل المرأة). حرة طليقة: وتقول العاملة زينب محمد لـ(السوداني): أنا أعمل بهذا السوق منذ سبعة وعشرين عاما، كنا خلالها نتجول من سوق إلى سوق إلى أن قامت المحلية بعمل هذا السوق لمساعدتنا في الاستقرار. وتضيف أن هذا السوق يجمع النساء المطلقات والأرامل والنساء اللاتي فاتهن الزواج، حيث تفضل الغالبية العظمى منهن العمل بالسوق بدلا من وجودها في البيت، وذلك من خلال بيع البضائع المعمولة يدوياً، وتضيف زينب بأن المرأة أصبحت حرة طليقة وهذا ما يعبر عن عدم اعتمادها على الرجل في كثير من الأحيان. يعرضها للمضايقات: للرجال رأي تجاه عمل المرأة بالأسواق، وفي هذا يقول الموظف محمد حيدر لـ(السوداني) إن عمل المرأة بالسوق به جوانب إيجابية وجوانب سلبية أكثر، لأنها تكون أكثر عرضة للمضايقات من جهة الرجال والشارع العام خصوصاً في المجتمعات الريفية التي تحتقر المرأة العاملة في شتى المجالات وبالتالي تعرضها لمعاملات سيئة في مثل هذه الأسواق لذا أنا لا أحبذ عمل المرأة في الأسواق لأن مجتمع الريف غير قادر على تفهم عمل المرأة حتى الآن بكل أمانة. sogalnsaa

صحيفة السوداني
سمية بشير

[/JUSTIFY]
Exit mobile version