كان علي السياسي المحترم أن يترحم علي الشهداء أو يرسل مؤاساته للضحايا المدنيين من الله كريم الي أبو كرشولا وان يقول قولاً واضحا وصريحاً في سياسة ترويع الأهالي والآمنين وان يدين الأمر بأقوي العبارات وأوضحها هذا المسلك الخطير وبعدها يمكن له ان يغمز جانب الحكومة والنظام ويلعن القوانين المقيدة للحريات ولا باس أن يطالب بالمؤتمر القومي الدستوري وهلمجرا من المطالبات التي لم تنهي ولن.
ولكن ولان المعارضة كما قلت كثيراً قد فارقت نبض الجماهير وخرجت عن مسارها بقضايا الناس والعامة فإن أمر مثل ذبح الأهالي العزل الأبرياء في أبو كرشولا وسفك دمائهم من جانب مليشيات ثوار الفجر الكاذب أو نهب أموالهم ومقتنياتهم الشخصية فانه أمر لأيهم مناضلي الغفلة ومعارضي أدونا فرصة ممن لا هم لهم الا كراسي وصولجان الحكم.
إن أبو عيسي حفظه الله ورعاه إنما قال قولته ليكمل مخطط سيده عرمان وقائده الحقيقي إذ أن مطالب قوي تحالف م يسمي بالإجماع الوطني ولا إجماع ولا وطنية إنما تكمل بقية الخطة التي يعتمد عليها قطاع الشمال في جر ملفات أخري بخلاف قضايا جنوب كردفان والنيل الأزرق بحيث يكتمل قول معارضة الخرطوم ومطالبات الرفيق عرمان الذي يزعم انه يمثل كتلة قومية ويطالب بفتح المفاوضات لتكون حول كل الأمر وهو الأمر الذي رفضته الوساطة لترد إليه أوراقه ومقترحه ليحصره في المنطقتين.
أنها الانتهازية السياسية المستوطنة في منهجية العمل السياسي المعارض بتوظيف كل الأحداث خاصة القاسية الدامية منها لصالح أجندة العمل الحزبي الخاص وإلا فمن يفسر استغلال أحداث ام روابة لصالح حجز مقعد في عملية تفاوضية لا يملك فيها حزب السيد أبو عيسي والمسكين لا يملك حزباً أصلاً أو كل ازرعه الأخرى فيها حقا إلا الحق العام وهو يجعل مشاركتي أنا شخصياً أكثر فائدة وجدوي منه فعلي الأقل يمكننا أن نكون منتصبي القامة مرفوعي الرؤوس أمام تشكيلة وحشد الجيش الجرار من منسوبي قطاع الشمال وكوادر الجبهة الديمقراطية وحواريي المناضل الاممي الذي يزعم أنهم يمثلون جبال النوبة وما ينبغي لهم.
إن واشنطن والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي الذين أدانوا عدوان مليشيات الثورية كانوا أكثر سودانية واحتراما.
صحيفة الوفاق
محمد حامد جمعة