د.حرم الرشيد شداد : حين لا ينفع التبرير

[JUSTIFY]كثير من الأمراض النفسية والاجتماعية التي يحاول علماء النفس والمجتمع معالجتها وتخفيف الأضرار التي تنتج منها على المستوى الفردي أو الاجتماعي …واقسى ما يواجه الطبيب هو عدم اعتراف المضطرب بمرضه، وإن كانت الأعراض باينة لا تحتاج إلا جلسة واحدة لتشخيصها .. فقد يلجأ المريض إلى وسائل دفاعية ذاتية لتبرير سلوكه الغير متوافق مع العالم من حوله ليظهر بمظهر الإنسان السليم والمتوازن ووسائله دائماً هي التقمص والتبرير الساذج والإنكار …وعدم الاعتراف بالخطأ..

قيادات المؤتمر الوطني الحاكم ظلت أكثر من أربعة وعشرين عاماً في حالة تقمص الشخصيات الدينية المبرأة من كل ذنب وتنكر اخطائها وتبرر لها بما يجعل الإنسان مذهولاً من القدرة على عدم الوضوح، فشماعة إسرائيل حاضرة على طرف الألسن والعمالة والارتزاق …ونعت الأحزاب المعارضة بالطابور الخامس أسطوانة مللنا سماعها …لماذا لا نعترف بالخطأ ونصلح منه، فالشخص المتوازن هو الذي يعترف باخطائه بينه وبين نفسه ويتعلم منها ويعتذر عنها لكي يصلح من حوله.. فلا داعي لتلك المهاترات التي كلَّ وملَّ منها هذا الشعب الذي جاع ومرض ومات وفقر من تلك السياسات وتبريراتها السمجة …لماذا لا يعترفون بأن هنالك واقعاً مأساوياً متردياً من حروب وفقر وتهميش ادى إلى حروب وحمل السلاح وإن كانت إسرائيل لها يد فعلاً فلأنها وجدت من هذا الواقع أرضاً خصبة فزرعت وحصدت.

صحيفة الوطن

[/JUSTIFY]
Exit mobile version