كعادتي فى مثل الأمور الخلافية أجدني أستطلع أول ما أستطلع زوجي و( ناس البيت) وأشقائي، ثم ( ناس الحلة ) حول رأيهم فى القضية مثار الجدل على الساحة أياًًًً كانت ! ولأن عيد الأضحى المبارك على الأبواب فقد بدأت هموم الأسرة السودانية المحدودة الدخل (الهموم المزمنة إياها) إضافة للهم الكبير ( خروف العيد ) حيث سيطر (الخروف) على الموقف تماماً، وتصدر أحاديثنا الساخنة فى القضايا المطروحة على (مائدة مفاوضاتنا) وليس على مائدة طعامنا !!
خاصة مع تداول أنباء بيع خراف الأضاحي لهذا العام ( بنظام الكيلو ) وهو نظام معمول به أصلاً في دول كثيرة غير السودان، ومنها على سبيل المثال- لا الحصر- (مصر) .. السؤال هل تكون الفكرة مقبولة فى السودان، خاصةً مع ارتفاع أسعار اللحوم في البلاد الى حد المبالغة، وأحياناً حد المناداة بمقاطعة اللحوم باعتبارها تندرج تحت لافتة (الغالى متروك) ؟!!
قرر زوجي جمال جادو عدم الأضحية لهذا العام لو أن الحكومة أصرت على تطبيق قرار البيع بالكيلو، وقال: إنه سيستبدل الخروف أبو كيلو بسبع (جدادات) سمان !!
أما شقيقي أمير فقد سخر من حديث بيع الخروف بالكيلو، وقال لي : ( كلام زي ده مابياكل معانا.. في البلد دي مافى زول بيشترى خروف بالكيلو ولا فى تاجر بيبايع الناس بالطريقة دي، ولو في تاجر غصبوهو على الطريقة دي حيشيل خرفانو ويرجع بيها البلد) !!
وكان ان قوبل حديث بيع خروف الأضاحي بنظام الكيلو باستنكار كبير من عدد مقدر من (ناس الحلة) ووجهة نظرهم فى ذلك ان الخروف سيتجاوز الألف و (شوية) لو انه تم وزنه بالكيلو، وليت تلك (الكيلوهات) لحماً صافياً ولكنها تشمل ( الرأس والقرون والرجلين والجلد والكرشة ..وعيييييك) !!
أعتقد أن إنزال مثل هذا المقترح أرض الواقع والعمل به كقرار نهائي- وبالذات فى مثل هذه ( الظروف الصعبة التى يعيشها المواطن السودانى المغلوب على أمره و المكتوي أصلاً بنيران الأسعار ولهيبها)- لن يضر فقط المواطن محدود الدخل، وإنما سيتعداه الضرر ليلحق بتجار الماشية بالبلاد فى حال لجوء أعداد كبيرة من الناس الى مقاطعة (خروف العيد) مكرهين لأنهم لا يمتلكون أثمانها الباهظة ..!!
قرار كهذا يجب دراسته جيداً بحيث يصب فى مصلحة المواطن، فإن ألزمت الحكومة تجار الماشية ببيع كيلو لحم الخروف (الحي) فليكن بخمسة عشر جنيهاً ( على سبيل المثال) حينها من الممكن أن يكون سعر الخروف بالكيلو مقبولاً ومناسباً للمواطنين محدودي الدخل، حتى يستطيعوا أن يستشعروا فرحة العيد السعيد هم وأطفالهم !!
و
عيد بأي حال عدت ياعيد ؟!!
نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/10/6
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]