{ الأغرب أن السيد الوالي تباهى بأنهم في حكومة ولاية شمال كردفان كانوا يعلمون بالهجوم الغادر قبل (يومين) من وقوعه، وأنهم وضعوا ترتيبات لتأمين الولاية من جهة (جبل الداير) و(خور الرهد)!!
{ وبمثل هذا الاضطراب في المواقف والأداء والاهتزاز في التصريحات، كان لا بد أن يتعرض موكب والي شمال كردفان للحصب بالحجارة عند زيارته “أم روابة” بعد خروج (الغزاة) سالمين.. غانمين، وكأنهم كانوا في رحلة صيد برية على رمال (الغرّا.. أم خيراً جوه.. وبرّا)!!
{ يشن “زاكي الدين” هجوماً على أحزاب المعارضة (المسكينة) ما بين “الخرطوم” و”الأبيض”، ويتهمها بتسريب المعلومات إلى متمردي (قطاع الشمال)، بينما (الجاني) والمجرم المعترف – على الملأ – بجريمته هو (القطاع) وليس (الأحزاب)!!
{ يعترف المجرم بجريمته عياناً وبياناً عبر وكالات الأنباء والفضائيات، بل ويزعم أن قواته في طريقها إلى “الخرطوم” لتنفيذ المزيد من (الجرائم)، ورغم ذلك تعلن الحكومة على لسان بروفيسور “غندور” أنها مستعدة للتفاوض في مايو القادم مع المجرم (القاتل) فور تسلمها دعوة الوساطة الأفريقية!!
{ إذن، علام يهاجم والي شمال كردفان أحزاب المعارضة، على زعمه بتسريب المعلومات؟! أي معلومات يا “زاكي الدين”؟!
إن متمردي (قطاع الشمال) في جبال النوبة أعلم بطرق و(دروب) و(جبال) و(خيران) و(قيزان) كردفان، أكثر من منسوبي الأحزاب السياسية، وليسوا في حاجة إلى المعلومات، فهي يا سيادة الوالي (على قفا من يشيل)!!
{ إذا كان “غندور” يعلن بالفم المليان أنه مستعد باسم الحكومة للسفر إلى “أديس أبابا” قبل أن تجف دماء الأبرياء من أهالي “أبو كرشولا” و”أم روابة”، فإن الأفضل للسيد “زاكي الدين” أن يلتزم الصمت، ويستغفر الله بكرة وأصيلاً، بعد أن يحاسب نفسه، وحكومته، وسلطات الخرطوم على هذا التقصير الفادح والكبير.
{ أية مفاوضات مع هذا (القطاع) المجرم قبل (رد) الحكومة القاسي عسكرياً، يعني المزيد من استبداد المتمردين.. المزيد من وقاحات “عرمان” الذي استفز “غندور” ووفده قبل أيام في “أديس” عندما قال لهم: (نحن نحتل 40% من أرض جنوب كردفان)..
{ دماء الأبرياء لم تجف بعد يا بروفيسور “غندور”.. فلماذا العجلة و(الشفقة) على مفاوضات (عبثية) جديدة؟!
{ قلبي على وطني.
صحيفة المجهر السياسي