وكان والي شمال كردفان معتصم ميرغني زاكي عندما زار المدينة عقب24 ساعة من الاحداث, عن بعض العناصر التي تشكل طابوراً خامساً للقوات الغازية وبالاتصال علي كل من معتمد ام روابة شريف الفاضل ونائب رئيس المؤتمر الوطني في الولاية نصر الدين الوسيلة للالمام بمزيد من التفاصيل حول قضية الطابور هذه اعتذر الاثنين لدواعي الانشغال, كما اعتذر ايضا مدير شرطة ام روابة العقيد الهادي لمشاركته في زيارة النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه للمدينة, فهاتفت الصحيفة القيادي بالمؤتمر الوطني عبدالله محمد علي المتواجد بام روابة الذي طالب الوالي معتصم بتحمل مسؤوليته الكاملة تجاه ماحدث بالمحلية, مضيفا بان الوالي وبحكم انه رئيس اللجنة الامنية بالولاية فعليه متي ما كان متاكدا من معلوماته حول الطابور ان يوجه اجهزته بالقاء القبض عليهم, وإلا فان حديثه ذاك يصب في خانة البحث عن مخرج للهروب من المسؤولية, ويبدو ان عبدالله فسر حديث الوالي علي خلفية المظاهرات الغاضبة عليه لدي وصوله للمحلية صبيحة الاحد إذ ذهب لشرح ما حدث بوصفه شاهد عيان, بقوله ان المظاهرة التي خرجت من منزل احد الشهداء بدات صغيرة , ولكنها تطورت لمظاهرة احتجاجية كبيرة ضد الاخ الوالي, الذي لم يكن موفقا في تحركاته بالمدينة ولا في زيارته المتاخرة لها , والتي اعتبرها المواطنون استفزازا لهم, وابدي عبدالله عدم اقتناعه بوجود معارضة قوية بالمحلية للدرجة التي تمكنها من تحريك الشارع, مشيرا لثقته في ولاء المواطنيين لحزبه, وسبب اخر ساقه عبد الله مفاده ان معتمد ام روابة الشريف الفاضل عقد اجتماع مع اجهزته وافلح في وضع التدابير السياسية لامتصاص غضبة المواطنين, واستدل علي ذلك باستقرار الاوضاع في المحلية التي استقبلت وزيري الدفاع والداخلية والنائب الاول للرئيس .
وفي السياق اتصلت (الانتباهة) ب حسين احمد الطاهر عضو رابطة ابناء ام روابة بالخرطوم وافادنا من موقعه ب حي الباقر بام روابة التي وصلتها الرابطة برفقة زميلتنا جميلة حامد صباح امس افادنا برؤية مغايرة مفادها ان الطابور موجود بالفعل , وسرد لنا قصة احد قيادات قوات الجبهة الثورية التي اعتدت علي المدينة و, الذي ولد ونشأ بام روابة, وكان يعمل بشرطة المدينة قبل ان يتم فصله قبل حوالي (12) عام, مشيرا الي أنه كان احد قادة الهجوم ودليل للغزاة علي مداخل المدينة وطرقاتها, وبما ان اهل فيصل ومعارفه موجودين بالمدينة فقد استنتج حسين ان ذويه وعلاقاته في المدينة شكلوا له عوامل مساعدة في المعلومات التي يحتاجها, وثمة مصدر امني طالب بحجب هويته قدم بعضا من المسوغات التي المؤيدة لوجود الطابور بقوله ان قوات الجبهة الثورية التي تحركت من مسافة تقدر ب700 كلم بدءا من منطقة جاو علي الحدود مع ولاية الوحدة بدولة جنوب السودان مرورا بام دورين وطروجي وهيبان وكاودا وصولا لدخول ام روابة من الاتجاه الجنوبي الغربي لابد وانها وجدت مساعدات وتوجيه من اطراف ما بام روابة, خاصة وان هذا المدخل للمدينة وعر للغاية, كما ان القوات التي هاجمت المدينة ليست قصرا علي قطاع الشمال الذي له دارية بتفاصيل كردفان عموما بل شاركت فيه حركات دارفور ايضا, وبطبيعة الحال فان منسوبي دارفور لاعلم لهم بتضاريس وجغرافية كردفان.
اما في ولاية جنوب كردفان فالطابور الخامس تعبير ذاع انتشاره منذ ان دوي رصاص كتمت في يونيو 2011 ولم يسكت حتي اليوم, بل وانتقل شراره الي شمال كردفان بام روابة التي تعتبر اخر محلية بالولاية,وتجاور رصيفتها العباسية اولي محليات جنوب كردفان, فالاخيرة ومن فرط انتشار الطابور الخامس بها تعمد حكومتها في الاحداث العسكرية الكبيرة لقطع شبكة الاتصالات بالمدن الكبري , كما ان واليها احمد هارون تعرض للاغتيال اكثر من مرة من خلال المعلومات التي يقدمها عملاء الطابور عن تحركاته, ومنها عندما كان عائدا من منطقة طروجي بعد ان حررتها القوات المسلحة في العام الماضي فتعرض موكبه لاطلاق صواريخ كثيف ,رغم ان موكب سياراته غير العربات الدستورية الخاصة بالوالي, كما انه في احدي زياراته لمحلية تلودي تعرض مطارها لهجوم ثقيل عقب إقلاع طائرته منها بعشرة دقائق فقط. .
علي كل يبقي ان ظاهرة الطابور الخامس موجودة لكنها بالطبع ربما كانت أيضاً في بعض الأحيان وسيلة لامتصاص الغضب والاحتجاج لكن هذا لا يمكن الجزم به في حالة والي شمال كردفان.
صحيفة الإنتباهة
ندى محمد أحمد