د.حرم الرشيد شداد : الدولة الماسية

[JUSTIFY]تستغل الدول مواردها في التنمية والتطور.. والموارد الاقتصادية المعروفة للدول هي الموارد الطبيعية كالمياه والأراضي الخصبة والمعادن والبترول والثروات الحيوانية والسمكية .. وبلا شك أنهم جميعاً يحتاجون لموارد بشرية مؤهلة للاستغلال الموارد بطريقة مثلي ومنظمة وعادلة … وقد لا تمتلك الدول كل هذه الثروات والموارد، ولكن ثروة واحدة أو مورد واحد يحسن استخدامه واستغلاله قد يجعل منها أعظم الدول.. لكن ذلك يعتمد على أهم مورد وهو السلطة الحاكمة التي تعمل وفقاً لدستور يحفظ تلك الحقوق. فالسلطة النزيهة العادلة هي التي تنفذ القوانين وتحفظ الدستور وتصون ممتلكات الشعوب.. فهي بلا شك ستجعل من رقعة الأرض المكونة للدولة جنة وستخدم الشعب وتحفظ حقة وتصون العدالة الاجتماعية، بما يحقق الأمن والاستقرار وستجعل هدف كل الموارد رفاهية الشعب.. كما السلطة الجيدة هي التي تجعل الوحدة الداخلية للشعب مترابطة ومتماسكة بكل مكوناتها السياسية والثقافية والدينية.
أما السلطة الفاسدة فهي التي تجعل البلاد في إفلاس حقيقي، بلا تنمية أوتطوير أو رخاء.. وهي التي تعيث بممتلكات الشعب حتى يصبح رهينة للحروب الأهلية والقبلية والتنافر والتناحر، وتجعل من حقوق الشعب غنيمة لها.. فلا يصبح أمام الشعب إلا سرقة بعضه البعض، إلى حد التقاتل والقلع والنهب والسرقة ..
فالسلطة الماسية تجعل من الدولة والشعب مناطق ماسية، يتمنى الغير العيش بها والتمتع بحياته.. عكس تلك السلطات التي تنفر أبناء البلد من تعميرها ليفروا إلى أخرى أكثر إستقراراً.

د. حرم شداد
صحيفة الوطن [/JUSTIFY]

Exit mobile version