رؤية شاملة لقضايا شرق السودان – مذكرة قيادات شرق السودان

بسم الله الرحمن الرحيم
تحالف شرق السودان للإصلاح والتنمية (E S A R D)
مذكرة (2)
رؤية شاملة لقضايا شرق السودان

الحاقاً لمذكرتنا السابقة والتى وجدت قبولا واسعاً من كل القوى الوطنية وجماهير وقيادات قبائل شرق السودان بل ومن باقى أقاليم السودان , وبناء عليه نصدر هذه الوثيقة أوالمذكرة نطرح فيها رؤية شاملة بأسم “تحالف شرق السودان للأصلاح والتنمية” وهو إطار شامل ومنبر يجمعنا للعمل سويا على تحقيق الأهداف التى سبق إعلانها فى المذكرة الأولى.
مقدمة:
تتركز أهداف هذا التحالف للعمل بالوسائل السلمية على إزالة “التهميش السياسى المستمر لشرق السودان منذ الاستقلال بالرغم من دوره الوطنى وعدم إستفادة الشرق من الموارد المتاحة والثروات المتوفرة فى أرضه رغم المعاناة والفقر المدقع الذى يعيش فيه مواطن الشرق” وكذلك العمل على إبعاد المفسدين من الذين مكنتهم السلطة فى شرق السودان وذلك بالوسائل القانونية والطرق الديمقراطية , حيث لم يتعرضوا لأى تقويم أو محاسبة منذ توليهم السلطة بالرغم من شكوى المواطنين المستمرة,ثم السعى الدؤوب مع كل المؤسسات التشريعية والدستورية لاصلاح الحكم الفيدرالى ,كما يتمسك التحالف بعدم إجازة الدستور الدائم للبلاد إلا فى ظل حكومة (قومية) أو (توافقية) بين الحزب الحاكم والقوى السياسية الأخرى تتشكل فيها الحكومة بمشاركة يغلب عليها التكنوقراط لتشرف على الانتخابات القادمة ,على أن تشرك معها شخصيات قومية لضمان حيدتها ونزاهتها .
السعى لحل قضايا الوطن:-
وبناء علي هذه الرؤيا تسعى المجموعة فى التحالف بالتعاون مع كل أبناء السودان من كل ألوان الطيف السياسى للخروج بالسودان من المعضلات التى أقعدته عن اللحاق بالأمم التى نالت استقلالها فى نفس الفترة لأسباب متعددة أهمها:-
1- الانقلابات العسكرية:التى أجهضت التجارب الديمقراطية التى ناضل
الشعب السودانى في الوصول إليها .
2- التهميش وتمركز السلطة والثروة فى الوسط.
3-المفاهيم المختلفة عن الهوية .
4-استغلال الأثنية والقبلية والدين من أجل “التمكين ”
5-صراع المركز والهامش.
نتج عن كل هذه المعضلات والمشكلات – الاختلال والاحتقان الشامل الذى نعانى منه اليوم والذى يهدد بقاء الوطن بتشكيلته وتركيبته الحالية وتتلخص مظاهر هذه الاختلال وعدم الإستقرار فى الآتى:-
انفصال الجنوب
تمرد دارفور
تحرك النيل الأزرق وج كردفان عسكرياً
الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى سحقت أغلبية المواطنين سحقاً
الفساد والإفساد
عدم وضوح الرؤيا لما يجب عمله وعدم الإستجابة للمطالب الوطنية المطروحة.
تحكم وتدخل المجتمع الدولى فى مصير الوطن
الإنتهاك الشنيع للأمن الوطنى 0برا وبحرا – وجوا
وغيرها من المهددات الأمنية الكثيرة للوطن والتى يصبح السكوت عليها بمثابة الخيانة العظمى,لأن الوطن ليس ملكا لاحد أو لحزب أو لتنظيم أو لجهة ولا يجب أن يكون، بل هو ملك لأبنائه وبناته جميعا وهذا حق لا يعطى ولا يؤخذ وهو حق أصيل.
الرؤية التحليلية :
ومن هذا المنطلق وبعد تحليل الوضع الراهن وخطورة المهددات التى تواجه الوطن وبعد حوار بين مكونات التحالف تم الاجماع على السير فى طريق التفاكر والمناصحة مع القائمين على الأمر فى البلاد ودق ناقوس الخطر المحدق بالوطن بسبب تشبث الحزب الحاكم “المؤتمر الوطنى ” بالسلطة التى تحصل عليها منفردا بعد انتخابات مشكوك فيها ومطعون فيها عبر صندوق (مخجوج)خاصة فى عقر دارنا فى شرق السودان!
ومن الجانب الأخر عدم تمكن ما يسمى “قوى الاجماع الوطنى ” التى تمثل بعض قوى المعارضة المنظمة من الاتفاق على رؤية موحدة للخروج بالوطن من مأزقه التاريخى .
هذا بالاضافة لوجود قنبلة موقوته وبرميل بارود شديد الانفجار وسط الشباب والشابات الذين واللائى يعانون من العطالة وشظف العيش وضيق الافق أمامهم وعدم توفر العدالة الاجتماعية لهم ولذويهم ومشاهدتهم لما يحدث فى العالم من حولنا عبر الفضائيات, الأمرالذى يتجاوز ضرره تماسك النسيج الاجتماعى وتهتك الأعراض الى تهديد وجود وبقاء الوطن نفسه .
وبالتالى زادت عوامل مهددات الأمن القومى لأسباب تتعلق بالطريقة التى يدار بها الوطن فى الولايات مع غياب تام لدور المركز فى المراجعة والمحاسبة.
لكل هذه المهددات والمخاطر الماثلة ينبغى علينا نحن أبناء السودان من مختلف الجهات، وبكافة فصائلنا بما فينا المجموعة الحاكمة إتخاذ الإجراءات العاجلة والضرورية للخروج بالوطن من هذا النفق المظلم والمصير المجهول, خاصة نحن فى شرق السودان وقد ظهرت لنا تنظيمات شبابية تشعربمرارة الظلم وتدعوا لدعوات قد تضر بالوطن أذا ظللنا غافلين عن قضايا المنطقة بهذه الصورة ، لا سيما وأن شرق السودان بموقعه الاستراتيجى و الجغرافى يشكل أكبر ثغرة أمنية تهدد الأمن القومى السودانى خاصة وقد تلاحظ تصاعد الروح الإنفصالية فى أوساطه لأول مرة فى تاريخه السياسى؟! كما أن شرق السودان أصبح هدف سهل للنشاط الإستخباري للدول المعادية للسودان خاصة إسرائيل حيث رصدت بعض العناصر (بعد أحداث الاعتداء على بورتسودان ) والتى تعمل مع ( الموساد) بالرغم من قلة أبناء الشرق الذين تسللوا الى إسرائيل فى السنوات الماضية وتأتى خطورة الوضع لوجود:-
البوابة التجارية الوحيدة على العالم الخارجى فى شرق السودان.
موقع الأقليم الشرقى على أهم ممر بحرى فى الشرق الأوسط .
الحدود المجاورة لأهم دولتيين ترتبطان بالسودان أمنيا وتاريخا (مصر والسعودية ) وأهم دولتيين جارتين فى حدوده الجنوبية بينهما صراع تنعكس آثاره على السودان (إثيوبيا- وأرتريا)
ومن مظاهر مهددات الأمن القومى التى ظهرت فى السنوات الماضية (تهريب السلاح ,تجارة البشر , تهريب وتجارة المخدرات) ثم الغارات الإسرائلية على أرضه وإنسانه مما يشكل استفزاز لإنسان الشرق وعموم أبناء الوطن.
الحلول والمقترحات:-
وقد اتفقنا نحن فى تحالف شرق السودان للإصلاح والتنمية (ESARD) على السيرفى طريق التناصح لأن (الدين النصحة) حتى يسمعنا آولى الأمر فى الحكم ويشاركنا المعارضون لها وكل القوى السياسية الوطنية وكل ذو بصيرة لما تراه عيوننا عبر(عيون زرقاء) اليمامة من البوابة الشرقية, حتى تدافعنا جميعاً من مختلف أحزابنا وتنظيماتنا بما فينا بعض المشاركين فى الحكومة للعمل سويا بروح وطنية صادقة لإيقاف التدهور المريع بكل الوسائل السلمية بما يجنب وطننا الحبيب التشظى والانقسام والتفتيت الى عدة دويلات متناحرة كما تخطط له الدوائر الاستعمارية القديمة والحديثة التى تتبادل الخرائط والمعلومات,وهذه هى مسئوليتنا الوطنية التى دفعتنا للتجمع والتحالف حتى نعمل من أجل مستقبل الأجيال الصاعدة ومستقبل الوطن الأم وليس من أجل (السلطة والجاه).
وبناءً علي ما ذكرناه نوجه هذا ( النداء) الى الحكومة والمعارضة .
(1) أن نتداعى جميعاً لتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة، وذلك بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على خروج البلاد من التدهور الاقتصادى والأمنى.
(2) تحديد فترة أنتقالية لا تتجاوز ثلاث سنوات برئاسة شخصيَة وطنية يتفق عليها ، ويتم خلال الفترة الإنتقالية الدعوة الى انتخابات برلمانية لتشكيل جمعية تأسيسية منتخبة تحدد شكل الحكم وتدعوا الى مداولات واسعة وعميقة لصناعة دستور دائم يتوافق عليه الجميع.
(3) بما أن شرق السودان ظل يعانى ويتململ لعدم معالجة قضاياه العالقة التى أهملت مما زاد من وتيرة الشكوى التى وصلت حد اليأس من المعالجة ,عليه رأينا أن يشمل النداء اعلاه على المقترحات التالية حتى نسلط ضوء الأمل وسط أهل الشرق خاصة وأهل السودان عامة لنثبت أن سائر جسم السودان أذا أشتكى منه جزء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى,وذلك حتى نحافظ على باقى السودان والمقترحات هى:-
(أ)مراجعة ما لم يتم تنفيذه من اتفاق شرق السودان الموقع فى اسمرا أكتوبر2006 وتقديم المقترحات والخطط عن أفضل السبل لتعديل الخلل اليهكلى الذى أصاب هذا الاتفاق.
(ب) إعادة فتح ملف احداث مذبحة بورتسودان 29 يناير 2005م ،وما هى نتائج لجنة التحقيق التى كونت فى حينها ولم تعلن نتائجها حتى الأن,بما أن ما حدث يعتبر جريمة دولية ويحرمها الأسلام قبل المحكمة الجنائية لأن الإسلام يحرم قتل النفس البشرية لان من يقتل نفس واحدة كأنه قتل الناس جميعا وهو تعريف أقوى من الإبادة الجماعية.
(ج) اعلان نتائج التحقيق عن الاحداث والجرائم الكبرى التى وقعت فى شرق السودان وما توصل فيها من حقائق تميط اللثام عن الغموض الذى احاط بها ,خاصة حادث استهداف القافلة فى فبراير2009 وحادثة (السوناتا) قرب مطار بورتسودان وحادثة (البرادو)، وراح ضحية لهذه الحوداث مواطنين سودانين يتساءل أهلهم عن دماء هؤلاء الضحايا الابرياء من مواطنى شرق السودان حتى اليوم.
(د) تكوين آلية من المستشارين القانونين وممثلين لوزارة الداخلية والخارجية ونواب الشرق فى الهيئة التشريعية القومية للنظر فى مآلات مثلث حلايب وأراضى الفشقة للنظر فى افضل الطرق لاستعادتها للوطن .
(ه)ايقاف التدهور الذى آلت اليه المشاريع الزراعية بالأقليم الشرقى وخاصة مشاريع الزراعة المطرية بالقضارف ومشروع دلتا طوكر ودلتا القاش ومشروع حلفا الزراعى من خلال آلية مناسبة لفعل ذلك والعمل على تطوير هذه المشاريع الهامة لأهل الشرق,ومراجعة المشاريع الانصرافية التى صرفت عليها أموال طائلة وتحويلها الى المشاريع ذات الجدوى حتى تتحقق التنمية المنشودة لإنسان الشرق .. (فمشاكل مياه الشرب) أهم من المهرجانات السياحية والكرنيشات هذه الموضة التى انتقلت عدواها من ولاية البحر الأحمر الى ولاية كسلا التى كان يتوجب عليها صرف تلك الأموال على (دعومات جسور القاش) لحماية المدينة من الغرق وهى أهم ، من كرنيش القاش وإزالة الاطماء من خزان خشم القربة أهم من حديقة وسط المدينة فى عاصمة الولاية الخضراء التى رضعت خضرتها من ثدى القاش منذ نشأتها الأولى.
وأخيرا ضرورة محاربة الجريمة الخطيرة “تجارة البشر ” التى ظهرت فى شرق السودان مؤخرا وأدت الى صدامات بين القبائل وربما تؤدى الى حرب أهلية اذا لم نعمل بجد وهمة على دحرها وإيقافها نهائيا وذلك بتكوين قوات خاصة لمحاربتها على طول الحدود والساحل البحرى.. والله من وراء القصد.. وهو المستعان..

تحالف شرق السودان للإصلاح والتنمية(ESARD)
أبريل 2013

Exit mobile version