أبو الجعافر بسعر التكلفة

أبو الجعافر بسعر التكلفة
ربما قرأ معظمكم حكاية الشاب الذي هدد بالانتحار في مدينة الهفوف بمحافظة الاحساء بالسعودية، فاعتلى رافعة بهدف السقوط ارضا من عليها، وكيف ان رجال الدفاع المدني هرعوا الى حيث الرافعة، ومعهم رتل من سيارات الاسعاف التابعة للهلال الأحمر، وصعد بعضهم الى الرافعة وحاوروا الشاب وعرفوا بمطالبه، واقنعوه بالعدول عن الانتحار، وكان مطلبه شيكا بمبلغ ثمانية آلاف ريال، وبالطبع اقتادت الشرطة الشاب لتحقق معه، فهو على كل حال كان بصدد ارتكاب «جريمة» بحق نفسه ولابد من اخضاعه للمساءلة،… ويطيب لي ان ادعو القراء إلى لقائي يوم الجمعة المقبل على جسر الملك فهد الذي يربط بين البحرين والسعودية، وبالتحديد عند النقطة الحدودية، وسأكون واقفا عند اعلى موقع في الجسر استعدادا للقفز في المياه لأريحكم واستريح ما لم تستجيبوا لمطالبي!! وبوضوح اكثر فإنني أعاني مشاكل مادية، ولكن ليس من النوع الذي يحلها شيك بثمانية آلاف ريال او حتى دولار!! وبصراحة شديدة فإن على فاعلي الخير التجمع عند الجسر ومعهم 800 ألف جنيه استرليني، وإلا فاذكروا محاسني!! قلبي مع ذلك الشاب الاحسائي الذي كان مبلغ 8 آلاف ريال يعني بالنسبة اليه الفاصل بين الموت والحياة، في حين ان بعضنا يدفع ما هو اكثر من ذلك المبلغ بقشيشا لجرسونة قد تشبه زكية زكريا!! ولكنني شخص محمول، يعني صاحب عيال، والعيال عندهم طلبات ضرورية، وام العيال عندها طلبات كمالية أتاتوركية، وبسبب طول العيش في منطقة الخليج فقد باتوا يرفضون أطعمة مثل الويكة والفول والطعمية والعصيدة والفتة، وصرت أعاني من الحرج كلما ذهبت معهم الى مطعم فيطلبون أشياء ذات أسماء عجيبة، وأخوكم إما سمك مشوي وإما دجاج، وأحدث مفردة أعرفها من دنيا الطعام هي «ستيك» وتوقفت بعدها عن الاجتهاد الغذائي. وكنت قد ارتكبت حماقة وأدخلتهم مدارس اجنبية علمتهم الفصاحة والمحاججة والملاججة، تقول للواحد منهم افعل كذا فيقول لك: اقنعني!! الله يرحم عباس سيد أحمد الذي لو قلت له في لحظة لوثة عقلية اقنعني بهذا الأمر او ذاك لأقنعني بعدم الكلام مدة اسبوع بنظرة واحدة!! المهم الأمر متروك لضمائركم: هل انتم مستعدون للتضحية بجعفر سليل عنتر نظير عدم التضحية بـ800 الف استرليني؟ ألا أساوي في نظركم ذلك المبلغ؟ اخص عليكم! اعتبروني «مؤقتا» فيفي عبده واجمعوا المبلغ كـ«نقوط» علما بان فيفي خلال حفلات الكريسماس بعد ثلاثة اسابيع ورأس السنة بعد أقل من شهرين ستجني أكثر من 80 الف استرليني في الرقصة الواحدة! وبالمناسبة فقد اخترت نقطة حدودية على الجسر، باعتبارها منطقة محايدة وليس باستطاعة الشرطة في البحرين او السعودية الجزم بأنها تابعة لها وبذلك انجو من الملاحقة!
وأرجو ان يكون في طليعة المتبرعين لإنقاذ حياتي ذلك السعودي المقيم في الرياض والذي كتبت عنه صحيفة الوطن السعودية قائلة انه باع السيارة الكابريس موديل عام 93 والتي لا يملك سواها بعشرة آلاف ريال لتوفير الطعام لضيوف حلوا عليه فجأة، وكلفه الطعام 2500 ريالا واشترى سيارة بديلة بخمسة آلاف،.. يعني بقي لديه 2500 ريال، ارجو ان «يقابلني» بها على الجسر! وبصراحة، فإنني لو كنت مكانه لاصطحبت الضيوف الى مطعم فخم ليطلبوا ما يشاؤون وبعد ان تمتلئ البطون اتسلل خارجا «ليتصرفوا بمعرفتهم»،… وهذه من حسنات ان تكون نوبيا وليس عربيا!!
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]
Exit mobile version