{ عندما كنا نردد أنهم عنصريون، ومجرمون، ولا يمكنهم أن يكونوا يوماً دعاة للسلام، يخرج علينا آخرون مرجفون من أهل (الحكم) و(المعارضة)، ومن طائفة (الرماديين) في صحافة الخرطوم، ليصفونا بأبواق الحرب، أعداء السلام!!
{ السلام الذي ما أن بدأت جولة مفاوضاته (الأولى) مع هذا القطاع المقطوع، إلاّ وكانت مليشياته البربرية، بقيادة المتمرد “عبد العزيز آدم الحلو”، تجهّز قواتها لدخول “أم روابة” واحتلالها لأربع ساعات طويلة!!
{ إنه بالتأكيد تخطيط متزامن مع جولة مفاوضات (غندور – عرمان) برعاية “أمبيكي” في “أديس أبابا”، فلا يمكن أن يتم إعداد هذه القوة الكبيرة لاقتحام مدن وقرى في “شمال كردفان” خلال يوم أو يومين، لا يمكن بل يستحيل.
{ إذن، كان “عرمان” يفاوض “غندور” في القاعات المغلقة بفنادق “أديس”، وهو يعلم “علم اليقين” أنّ قوات قطاعه المقطوع ستدخل “أم روابة” و”أب كرشولا” خلال يومين!!
{ الرسالة الأولى أن قوات القطاع و(الجبهة الثورية) قادرة على الوصول إلى كافة الأهداف، ونقل المعركة من جنوب إلى شمال كردفان، وقطع الطريق القومي (الخرطوم – الأبيض).
{ واستناداً إلى هذه الرسالة، فإن الحكومة يتحتم عليها – بعد أن رأت وسمعت وسمع العالم كله بقدرة (القطاع) على اقتحام الأعماق – تقديم التنازلات المطلوبة والخضوع للشروط المفروضة بأن يكون (الاتفاق الإطاري) الموقع في يونيو عام 2011، هو الأساس لمفاوضات الحكومة مع القطاع المقطوع.
{ الرسالة الثانية تستهدف التأكيد على أن تطبيع العلاقات مع دولة (الجنوب) وبدء تنفيذ اتفاقيات التعاون، لا يعني (القطاع) في شيء، وأن (قواته) و(قدراته) لا علاقة لها بتنفيذ السودان والجنوب لترتيبات الانسحاب من المنطقة (العازلة) أو (المعزولة)، وأن وجود هذه المنطقة لا يمنع من الوصول إلى “أم روابة” والبقاء فيها لأربع ساعات والخروج منها والعودة إلى جبال النوبة دون حدوث أية خسائر!!
{ الرسالة الثالثة هي محاولة (تفجير) عرس الخرطوم واحتفالها بتكوين مجلس الأحزاب الأفريقية تحت رعاية واحتضان (المؤتمر الوطني).
{ ومما تقدم، فإن قطاع (عقار – الحلو وعرمان) لا يمكنه أن يرضخ لرغبات السودانيين في تحقيق السلام والاستقرار لكافة ربوع الوطن، إلاّ إذا انكسرت شوكته، وتحطمت قدراته (العسكرية)، حيث لا قدرات سياسية له، ولا قواعد بين قطاعات الشعب السوداني، بعد انفصال (الجنوب).
{ أي حديث (جديد) عن جولة (جديدة) في المفاوضات مع (قطاع الشمال) بعد عملية “أم روابة” وقطع طريق “الأبيض”، يعني المزيد من الفوضى والاختراقات الأمنية والعسكرية.
{ في انتظار (رد) الحكومة (القاسي) على متمردي الجبهة الثورية وقطاع الشمال، الذي وعد به أمس السيد نائب الرئيس جماهير الشعب السوداني.
{ (الرد القاسي) هو الضمانة الحقيقية لنجاح أية مفاوضات قادمة.
{ حفظ الله البلاد.. والعباد.
صحيفة المجهر السياسي