تلفون كوكو و ” المنبر ” هذا ما استجدّ ..!!

[JUSTIFY]التقطت كاميرا إحدى الصحف السودانية القديمة صورة للافتة قماشية مكتوب عليها (منبر السلام العادل يرحب بالمجاهد تلفون كوكو) وقد نشرتها الصحيفة وعلقت بالقول: (في السياسة ليست هناك صداقات دائمة ولا عداوات دائمة.. تلفون كوكو ومنبر السلام نغمة بصوت ما بعد الانفصال.. المنبر يستقبل الكوماندور ولنا حق التساؤل ما الذي استجد في الأمر؟).. هكذا تتساءل الصحيفة. إن التعليق ليس جيّداً، فالترحيب ليس بالضرورة أن يكون تعبيراً عن قاعدة (ليست هناك صداقات دائمة ولا عداوات دائمة).

وقد جاء الترحيب بالرجل كما يبدو لصدقه في قضية منطقته وتجرده في خدمتها بغض النظر عن الطريق الذي سلكه ثم عاد منه أخيراً بنفسه ليسلك غيره. فهو لم يكن في يوم من الأيام عدواً مباشراً لجماعة الضغط السياسي في منبر السلام العادل مثله مثل لام أكول قبل أن يخرج من حركة سلفا كير. وقد تعامل منبر السلام العادل مع الاثنين من ناحية سياسية بحتة بغض النظر عن منطلقاتهما الفكرية والاعتقادية. المهم أن ما يميّزهما عن أغلبية بقية عضوية الحركة الشعبية أنهما بلا استعداد نفسي وذهني لإعلاء الأجندة التآمرية الأجنبية على المطالب التي تمردوا أصلاً من أجلها. ولم يخلطا الأوراق في القضية كما فعل مثلاً دينق ألور حينما ارتد عن الإسلام ليتهيأ نفسياً للتمرد، وكأنما هو تمرد ضد الإسلام والمسلمين، ولكن هكذا يفضحه دينق ألور. وفي التمرد مسلمون فهل ارتدوا مثله؟! هل ارتد عبد العزيز الحلو؟! هل ارتد عرمان؟! أم أن عرمان أصلاً مرتد باعتناق (الشيوعية) قبل أن يتمرّد؟!.

أي أنه ذهب إلى التمرد جاهزاً ليمثل جماعة (عبد الله علي إبراهيم) في الداخل. إن الغضب الشديد هو الذي دفع تلفون كوكو للتمرد ولو كان قائد التمرد وقتها جنوبيًا مسلمًا مثل عبد الله دينق نيال أو موسى المك كور أو الدكتور يونا بول مانيا، لتمرد أيضاً ما دام أن قضيته هي توفير الحياة الكريمة والنعيمة لأبناء النوبة. لكن الذين ارتدوا بعد فكرة التمرد مثل دينق ألور أو قبله مثل عرمان ومالك عقار الذي قال إن إلهه ذاك الجبل وإنه يعبده وكان يشير إلى إحدى جبال النيل الأزرق، فهؤلاء قضيتهم معاداة الدين لذلك يجدون الدعم من أعداء الدين في دول الاستكبار يجدونه من اليهود في إسرائيل وفي أمريكا، ويجدونه من اليمين المتطرف سواء كانوا أرثوذكس أو كاثوليك أو بروتستانت من الانجلوساكسون الذين يحكم أبناؤهم أمريكا بطريقة (شبه ديمقراطية). إن تلفون كوكو هو الأنسب لزعامة النوبة فهو أكثر من ضحّى من أجلهم.

أما قول التعليق إن (تلفون كوكو ومنبر السلام نغمة بصوت ما بعد الانفصال) فهذا غريب.. فالأمر ليس مربوطاً بموضوع الانفصال الذي اختاره أكثر من ثمانية وتسعين بالمائة من أبناء الجنوب. لكن يمكن أن نقول إنها نغمة بصوت ما بعد انفكاك تلفون من قطاع الشمال قبل أن يفك ارتباطه بالحركة الشعبية والجيش الشعبي وحكومة جوبا ثم تساءل التعليق الذي ترى الصحيفة أنه من حقها هو: (المنبر) يستقبل الكوماندور ما الذي استجد في الأمر؟!.. انتهى.

والإجابة في اعتقادي هي أن ما استجد في الأمر هو أن منبر السلام العادل يمكنه أن يقول الآن: (من دخل بيت تلفون كوكو فهو آمن).. فقد أصبح الرجل عدواً لمشروعات الحركة الشعبية المخلوطة بالأجندة الأجنبية وهي على حساب النوبة. هذا هو ما استجد.

صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا

[/JUSTIFY]
Exit mobile version