طي الرسالة

طي الرسالة
طي الرسالة المغلقة.. إنها أيام دقيقات الأحداث مفصليات التاريخ تلك التي يعيشها إنسان السودان هذه الفترة.. وكل شيء يحدث عن أن ما يعتمل في صدر الوطن أكبر من حدود القفص الصدري وأضلاع السياسة التي تدار بها البلاد.. فقد وصلت آثار الإخفاق كل جوانب الحياة وبات من الواضح أن أوصال النسج المجتمعية في حالة اهتراء فمنها تخرج أجيال لا تلقي بالاً للقيم والهوية مما يعطي مؤشراً أن اتجاهات الحياة الاجتماعية صارت مفتوحة على صراعات جوهرية فحواها هذا الإنسان..معتقده وفكره وإرثه ولا يعقل أن نحمل عليه ذرائع الفشل والإخفاق وهو يحاصره الابتلاء في معاشه وصحته وتعليمه وكل خدماته أصبحت محلاً للي الذراع وكسر الشوكة.. ليس غريباً أن تنتشر وتكثر الأيدي التي تمتد و تنزع مزعة اللحمة وكرامتها وتسأل من لا يستحق السؤال.. فماذا ينتظر حاكم أو مسؤول من إنسان أوصله مرحلة أن يجتهد لنزع حجب وأستار الدعاء عليه.. «هذا محتوى طي الرسالة».. فهل من أذن تسمع وقلب وعقل يعيان.

سفور الدنيا:

صديقتي تحتار بين ما تراه من سفور وما تأمله من احتشام الدنيا.. وهي تحاول أن لا تخرج عن طوق التربية الوسطية التي توقر الكبير وتحترم الصغير، ولكنها تجد حتى هذه الوسطية تحتاج لإنسان مشبع إنسانية وقيم متجذرة، حيث لا يعقل أن يغلق أهل الشورى والقيادة أبوابهم عليهم ليجتمعوا ويقرروا أنه على المجتمع أن يصبح فاضلاً ومثالياً وهم الأكثر ابتعاداً عنه بحكم الانشغال بدواليب المال والأعمال لما يرد إليهم من معلومات عن تغيير كبير صار يضرب المجتمع في مقاتل الإنسان.. حتى صار البعض لا يتورع أن يعلنها.. داوية «أنه يمكن أن يساوم في دينه وعقيدته.. فقد وجد البعض ما يفاوضون عليه ويتخطون به الرقاب» فهل هناك سفور في الدنيا أكثر من ذلك.

مصباحك بطرفنا:

والبعض يبحث عن مصباح يضيء موقعاً من معاتم الدروب ولا يعرف طريق الوصول إلى هذا المصباح ولعله ينتظر أن يقولوا له «تعال.. مصباحك بطرفنا».. لا أحد يمكنه أن يحمل مسارب النور إلى دواخل الأغوار العميقة إلا صاحب البوابات والمخارج.. فلا ينظر هؤلاء إلا أن ابتعاث الروح النورانية من أغوارهم العميقة ليكتشفوا أنهم لا يحتاجون المصباح لأنهم بكل بساطة يحملون مصابيح فقط.. و يعوزهم أن يتعرفوا على مواضح المفاتيح.. فهل استشعر الكل ذلك وبدأوا في تحسس الضوء النفسي الذي يجعل من بعض الواقع احتمالاً على أمل العبور إلى الأفضل وليس الأمثل.. فإن كنا نريد الحياةوالنماء فعلينا الإمساك أولاً بمفتاح مصباح الاجتهاد والعمل وإن كنا نريد تخطي ظروفنا الحرجة علينا بمفاتيح السعي والصبر والتحمل وإن كنا نريد الخراب والدمار علينا بمفاتيح الحقد والفساد بداخلنا.. وهكذا تدار الحياة مفتاح.. مفتاح..

آخر الكلام

أخيراً ندرك أننا لم نفهم كثيراً من الرسائل المهمة نتيجة للغفلة والتعمق في المحراب الشخصي الضيق لنتفاجأ بأن الآخرين سرقوا المفاتيح جميعها وتركونا نبحث عن عصا بيضاء نعبر بها دروب الحياة..

مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version