سفور الدنيا:
صديقتي تحتار بين ما تراه من سفور وما تأمله من احتشام الدنيا.. وهي تحاول أن لا تخرج عن طوق التربية الوسطية التي توقر الكبير وتحترم الصغير، ولكنها تجد حتى هذه الوسطية تحتاج لإنسان مشبع إنسانية وقيم متجذرة، حيث لا يعقل أن يغلق أهل الشورى والقيادة أبوابهم عليهم ليجتمعوا ويقرروا أنه على المجتمع أن يصبح فاضلاً ومثالياً وهم الأكثر ابتعاداً عنه بحكم الانشغال بدواليب المال والأعمال لما يرد إليهم من معلومات عن تغيير كبير صار يضرب المجتمع في مقاتل الإنسان.. حتى صار البعض لا يتورع أن يعلنها.. داوية «أنه يمكن أن يساوم في دينه وعقيدته.. فقد وجد البعض ما يفاوضون عليه ويتخطون به الرقاب» فهل هناك سفور في الدنيا أكثر من ذلك.
مصباحك بطرفنا:
والبعض يبحث عن مصباح يضيء موقعاً من معاتم الدروب ولا يعرف طريق الوصول إلى هذا المصباح ولعله ينتظر أن يقولوا له «تعال.. مصباحك بطرفنا».. لا أحد يمكنه أن يحمل مسارب النور إلى دواخل الأغوار العميقة إلا صاحب البوابات والمخارج.. فلا ينظر هؤلاء إلا أن ابتعاث الروح النورانية من أغوارهم العميقة ليكتشفوا أنهم لا يحتاجون المصباح لأنهم بكل بساطة يحملون مصابيح فقط.. و يعوزهم أن يتعرفوا على مواضح المفاتيح.. فهل استشعر الكل ذلك وبدأوا في تحسس الضوء النفسي الذي يجعل من بعض الواقع احتمالاً على أمل العبور إلى الأفضل وليس الأمثل.. فإن كنا نريد الحياةوالنماء فعلينا الإمساك أولاً بمفتاح مصباح الاجتهاد والعمل وإن كنا نريد تخطي ظروفنا الحرجة علينا بمفاتيح السعي والصبر والتحمل وإن كنا نريد الخراب والدمار علينا بمفاتيح الحقد والفساد بداخلنا.. وهكذا تدار الحياة مفتاح.. مفتاح..
آخر الكلام
أخيراً ندرك أننا لم نفهم كثيراً من الرسائل المهمة نتيجة للغفلة والتعمق في المحراب الشخصي الضيق لنتفاجأ بأن الآخرين سرقوا المفاتيح جميعها وتركونا نبحث عن عصا بيضاء نعبر بها دروب الحياة..
مع محبتي للجميع..
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]