(الزنا)لما كان الزنا والإعتداء على الأعراض له خطورته وله نتائجه السيئة التي تقوض دعائم الحياة وتهدم كيان البيوت ،شرع الإسلام عقوبته القاسية لتكون أكبر مانع من الوقوع في هذه الجريمة فالزاني المحصن:يقتل رجما بالحجارة، والبكر يجلد مائة جلدة ،وتنزل هذه العقوبة على مرآى ومسمع من الناس ليكون في ذلك أشد الوسائل الرادعة وليكون عبرة لغيره ممن تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة ،وينهى الله تعالى أن تكون هناك رأفة أو عطف على الجاني حتى لا تتعطل الحدود أو يخفف الحد ،قال تعالى:[الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين]سورة النور.
(القذف)من الجرائم التي ترتكب اعتداءا على الأعراض ،فمن قذف رجلا محصنا أو امرأة محصنة واتهم أحدهما بارتكاب جريمة الزنا ولم يقم البينة والدليل المطلوب شرعا ،فإنه يجلد ثمانين جلدة وتسقط شهادته ،وهما عقوبتان اثنتان لا عقوبة واحدة ،فالأولى:وهي الجلد عقوبة مادية توقع على جسده، والثانية:هي إسقاط شهادته وهذه عقوبة معنوية أدبية توقع على كرامته وتظل دائمة ،قال تعالى:[والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأؤلئك هم الفاسقون]سورة النور .
قال تعالى:[إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ، يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ، يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين ]سورة النور .وقال تعالى:[إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون]،،،وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات من السبع الموبقات -أي المهلكات-التي نهى الإسلام عنها ،عن أبي هريرة رضي الله عنه :عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{اجتنبوا السبع الموبقات،قالوا يارسول الله وما هن ؟قال:الشرك بالله،والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات}رواه البخاري ،والمحصنات:اسم مفعول، أي التي أحصنهن الله وحفظهن عن الزنا والمراد بهن العفيفات ،وأما الغافلات:فالمراد بهن الغافلات عن الفواحش وما قذفن به ،عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{أتدرون أربى الربا عند الله؟قالوا:الله ورسوله أعلم ،قال: فإن أربى الربا عند الله استحلال عرض امرئ مسلم}ثم قرأ:[والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا]سورة الأحزاب .
ومن الذنوب التي تمثل إعتداءا صارخا على حرمات الناس وأعراضهم (السخرية ،اللمز، التنابز بالألقاب ،سوء الظن ،التجسس، الغيبة ،النميمة ،)قال تعالى:[ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأؤلئك هم الظالمون، ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم]سورة الحجرات. وقد روي أن عبد الله بن مسعود انكشفت ساقه وكانت دقيقة هزيلة فضحك منها الحاضرون فقال النبي صلى الله عليه وسلم:{أتضحكون من دقة ساقيه ،والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من جبل أحد}رواه مسلم ،وتأكيدا لحرمة الأعراض والحفاظ على كرامة الإنسان وعدم الإعتداء عليه باتجسس أو التطلع إلى أسراره أو بيته جاء في الحديث المتفق عليه:{من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقؤا عينه}وقال صلوات الله وسلامه عليه:{يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله}رواه الترمذي .اللهم إني قد بلغت ،اللهم فأشهد .
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]