اغتصاب الأطفال في بلادنا ..سؤال يبحث عن إجابة !!

اغتصاب الأطفال في بلادنا ..سؤال يبحث عن إجابة !!
لم تك قصة اغتصاب الطفلة ( مرام) هي الأولى وكنا نعلم أنها لن تكون الأخيرة؛ ولكن ظننا مجرد الظن و( ليس كل الظن إثم) إن الدنيا التي أقامتها ولم تقعدها فاجعة اغتصاب مرام ستفتح عين المسؤولين لمحاربة هذه الجريمة البشعة التي يهتز لها عرش السموات، في محاولة للحد منها إن لم يمكن القضاء عليها بشكل جذري في بلادنا المنكوبة بملايين المشكلات المستعصية على الحلول في مختلف المناحي بكل مسمياتها !!
بعد قصة مرام بأيام معدودات وقعت جرائم مماثلة لأطفال مثلها، ولكنها كانت الأكثر حظا إعلاميا إذ لاقت قضيتها زخما وضجة كبرى هزت الرأي العام السوداني بأجمعه !
هل وصلت مسألة اغتصاب صغيرات السن من الأطفال الى حد (الظاهرة) في بلادنا وماهي الأسباب، وكيف يمكن القضاء على مثل هذه الظواهر المشينة التي لاتشبه مجتمعنا في شيء ؟!
أسئلة كثيرة ولكن لا مجيب في حين أن حوادث الاغتصاب للأطفال تزيد يوما بعد يوم؛ والمؤسف حد البكاء هو هروب الجناة من أولائك الذئاب البشرية الذين يستحلون أجساد الصغيرات، ويعيثون في براءتهم خبثا ودنسا ودناءة لاتشبه حتى طباع أكثر الحيوانات وحشية وافتراسا !!
في كل يوم يظهر في الصحف اسم لطفلة ضحية جديدة أوقعها حظها العاثر بين أنياب وحش؛ قد نزع الله من قلبه الرحمة فصار مسخا مشوها لايمت للإنسانية بصلة ولاتمت له بصلة !!
حادثة جديدة لطفلة تبلغ من العمر أحد عشر شهرا بحسب ما أوردت الخبر الزميلة هادية بجريدة ( الرأي العام) حيث أوضحت أن والدة الطفلة كانت عائدة من العمل عندما وجدت باب منزلها مفتوحا فهرعت للداخل لتجد أن طفلتها غارقة في دمائها بفعل شيطان خبيث فعل فعلته وهرب دون أن يترك من خلفه أثراً !!
الشيء الذي لم أجد له تفسيرا، وظل تساؤلا حائرا في رأسي هو : ما الذي يُحرك غرائز رجل ليثيره في جسد طفلة صغيرة مازالت ترضع من ثدي أمها وتتبول على نفسها ؟!!
أعلم أن رجلا أقدم على مثل هذا الفعل لابد أنه مريض نفسيا لأنه من المستحيل أن يفعل ذلك بشر سوي ومعافى نفسيا؛ ولكن في نفس الوقت ليس من الممكن معاملة شخص كهذا بسياسة (ليس على المريض حرج) فمريض مثل هذا يجب احتجازه في مشفى للأمراض النفسية فورا وإلا فهو (كالكلب) المسعور سيظل ينهش في أجساد أطفالنا دون خوف من رصاصة تخلصه من مرضه العضال، وتخلص البشرية من (سعاره) المؤذي!!
الحوادث الكثيرة التي تطالعنا بها صحف الخرطوم في كل صباح تجعل التساؤل أكثر إلحاحا في البحث عن إجابة شافية: هل كثر المرضى” نفسياً” من هذه الشاكلة في بلادنا لهذا الحد المخيف ؟!!
سؤال سيظل يبعثر أي اطمئنان في النفس على أطفالنا في بلد انتشرت فيه مثل هذه الظوهر المقلقة حد التوتر العصبي .. فأفيدونا وطمئنونا على أطفالنا يا من بيدكم أمور البلاد والعباد !!
و
ربي ما تحرم بيت من الأطفال !!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/9/26
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]

Exit mobile version