الكاتيوشا صوب المدينة كيفما اتفق، لتحرق أجساد ومنازل الأبرياء هناك رغم إدعاء القتال من أجلهم.
قصف المتمردين بجنوب كردفان لكادوقلي بالتزامن مع زيارة الرئيس البشير إلى جوبا القصد منه – كما ذهب كثير من المسؤولين والمحللين – إرسال رسالة سياسية مفادها نحن هنا ونستطيع أن نقاتل مهما تحسنت العلاقة مع الجنوب. بينما كان الأوفق أن يعمل الحلو ورفاقه على إغتنام التقارب بين البلدين بهدف الوصول لحلول نهاية للأزمة المتطاولة بدلاً عن إحراج حلفائهم في الجنوب.
أسوأ ما في قصف كادوقلي هذه المرة رغم أنه ليس الأول من نوعه، ولن يكون الأخير على الأرجح، أنه يرسل رسالة في غاية السوء والسلبية ضد السلام والتفاوض الذي يسعى امبيكي بإلحاح لترتيب أولى جولاته في الفترة المقبلة، فالقصف هنا هو قصف لجهود السلام، والهروب بعد إطلاق الصواريخ هو هروب من عملية السلام في الواقع.
فحديث الحركة الشعبية التي تقاتل في جنوب كردفان عن قضية عادلة، يفنده الاستهداف الممنهج للأبرياء هناك، حيث أسفر القصف الصاروخي الأخير ظهر الجمعة الماضي بأحياء القادسية والدرجة الثالثة بكادوقلي عن مقتل ثلاثة مواطنين وإصابة ثمانية آخرين من بينهم طفلان وسيدة وجدوا أنفسهم فجأةً (مظاريف) لإرسال رسائل يائسة من الحلو للحكومة.
وفي غضون ذلك، قال مولانا أحمد هارون والي ولاية جنوب كردفان إنّهم كالعادة أرسلوا رسائل فيها دماء وأشلاء، مُشيراً إلى أنّ الحركة التي ظلت تتباكى مدعية بأنها نصيرة للمستضعفين والمساكين، هي الآن تمارس في حقهم تقتيلاً ممنهجاً. ونوه إلى الصواريخ التي وجهت نحو كادوقلي لم تكن تستهدف المواقع العسكرية وإنما هدفها الأول هو مواطن الولاية الذي رفض الانكسار وصمد في وجه كل الاعتداءات السابقة، مُعتبراً القصف رسالة سياسية يائسة ولا قيمة لها للتشويش على رسالة البشير لجوبا.
مهما يكن، فإنّ الرسالة التي استطاع الوالي أحمد هارون أن يوصلها بوضوح هي إن الحركة الشعبية التي تقاتل هناك منذ الساعة السادسة من يوم 6/6/2011م لن تستطيع أن تحقق أياً من أهدافها السياسية بوسائلها الحربية، وأن هذا القصف وغيره من المحاولات العسكرية الأخرى، ما هو إلاّ (تجريب للمجرّب)، ومن المعلوم بالطبع أن الذي يجرّب المجرّب ندمان كما يقولون.
صحيفة الرأي العام
[/JUSTIFY]