} لا شك أنَّ الهدف المفترض لإنشاء جامعات وكليَّات بالولايات، هو المساهمة في خدمة المجتمع (المحلي)، وتنميته وتطويره في كافة المجالات، التعليميَّة، والصحيَّة، والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة.
} فوجود (كليَّة طب) بجامعة «سنار» – مثلاً – يعني خدمة المستشفيات والمراكز الصحيَّة بولاية سنار، من خلال تدريب وعمل طلاب الطب، وأطباء الامتياز بتلك المؤسَّسات العلاجيَّة.
} وإنشاء كليَّة تربية بـ (الحصاحيصا) يُفترض أن يساعد في دعم المدارس والعمليَّة التعليميَّة والتربويَّة بالمنطقة وضواحيها.
} أمَّا إذا كان الهدف هو افتتاح منشآت، ترافقها (مباني) صندوق رعاية الطلاب أو ما تُسمَّى بـ (المدن الجامعيَّة السكنيَّة)، فإنَّ (النزيف) الأخلاقي.. والاجتماعي، وفاقد التحصيل الأكاديمي الذي يجعل الجامعات تدفع بـ (أنصاف متعلمين)، سيستمر مهدِّداً بحريق شامل لـ (الأخضر) و(اليابس)..!
} ما الداعي إلى إهدار مئات المليارات من الجنيهات على إنشاء (داخليَّات) في «الخرطوم» والولايات، إذا فرضنا على إدارة التعليم العالي، وأولياء الأمور، قبول طلاب و(طالبات) ولاية «كسلا» في جامعة «كسلا» والخيار الثاني جامعة «القضارف».. والعكس.
} طلاب «البحرالأحمر» يدرسون في جامعة «البحر الأحمر».. طلاب الولاية الشماليَّة يدرسون في جامعة «دنقلا».. وطلاب «الفاشر» يدرسون في جامعة «الفاشر»، وكذلك طلاب «نيالا».. و«زالنجي».. و«الأبيِّض».. و«مدني».. و..
} انتهت (عقدة جامعة الخرطوم) إلى غير رجعة، وقبلها انتهت عقدة مدارس الخرطوم التي تخرِّج (الأوائل)، فأوَّل الشهادة السودانيَّة للعام قبل الفائت، جاء من مدرسة حكوميَّة في ولاية «كسلا» الطرفيَّة الفقيرة!!
} انتهت (عقدة جامعة الخرطوم).. فلماذا تأتي (بنات) «الأبيِّض» و«دنقلا» و«كريمة» و«شندي» .. ليدرسن في«الخرطوم» ويسكن في داخليَّات «علي عبد الفتاح»، أو«البركس»، أو غيرها، والطب هو الطب.. والهندسة هي الهندسة.. والكيمياء هي الكيمياء.. وأول السودان جاء من قبل.. من مدرسة متواضعة في مدينة «كسلا» متفوِّقاً على المرفَّهين في مدارس الخرطوم (الخاصة) و(العالميَّة)..؟!
صحيفة المجهر السياسي