الهندي عز الدين : أدركوا بناتنا .. بناتكم .. ومطلوب من قيادة الدولة أن تتذكر أنها مسؤولة عن ضياع آلاف (الصغيرات) هنا في (طاحونة الخرطوم)

[JUSTIFY]{ ليس هناك من سبب مقبول ولا داعٍ مفهوم، يفرض هجرة عشرات الآلاف من الطالبات من ولاية “الخرطوم” إلى ولايات أخرى، أو من الولايات إلى الخرطوم (سنوياً) لدراسة الاقتصاد، أو الآداب، أو الدراسات الإسلامية، وغيرها من التخصصات (النظرية)، أو حتى (التطبيقية) بما فيها (الطب) و(الهندسة)، ما دامت هذه الكليات متوفرة بمعظم ولايات السودان..!!
{ بقاء (الطالبة) وكذلك (الطالب) مع أسرتها وأسرته، أثناء الدراسة يوفر لهما بيئة أفضل للاستقرار (النفسي)، و(المادي)، فتناول الوجبات يكون بالمنزل مع الأسرة (بالموجود)، وبالتالي تمزيق فواتير الطعام والشراب، والسكن، والعلاج (مرض طالبة بعيدة عن أهلها مرة واحدة في الشهر قد يكلفها كل مصروف الشهر)، وفواتير أخرى صغيرة ومكلفة تسقط من الحساب (الفردي)، مثل تكلفة غسل الملابس، والصابون والمعجون، والعطور.. إلخ.
{ الأهم من ذلك أن الطالبة – تحديداً – تكون في (مأمن) على نفسها تحت حماية ورقابة الأسرة، فأولياء الأمور يسألون بناتهم – غالباً – إذا تأخرن بالخارج في العمل أو الدراسة بعد مغيب الشمس، ولكن إدارات داخليات صندوق رعاية الطلاب لديهم ميقات محدد هو (التاسعة مساء)، ولا شأن لهم بأسباب التأخير!! أما الداخليات (الخاصة) فلا ضابط لها، ولا رابط، وتبقى القضية (حرية شخصية)..!! ولهذا كثرت حالات (الزواج العرفي) بصورة لافتة، ومقلقة، وتعددت مظاهر الانحراف الأخلاقي، والعائلات بعيدة عن فلذات أكبادها، إما هنا في “الخرطوم” والبنات هناك في جامعات الولايات.. أو العكس.. حيث غالبية الطالبات هنا في “الخرطوم” وعائلاتهن هناك في الولايات.. فتغيب الواحدة منهن.. شهرين.. وثلاثة.. بل ستة أشهر عن ذويها!! لينحصر التواصل عبر الهاتف السيَّار.. والتعويل على (أقرباء) مشغولين بأنفسهم في عاصمة المعاناة والأنفاس المتقطعة!!
{ مطلوب من قيادة الدولة أن تتذكر أنها مسؤولة عن ضياع آلاف (الصغيرات) هنا في (طاحونة الخرطوم) كل عام، أو هناك في متاهات (الولايات)!!
{ إنَّ واحداً من أهم الحلول هو العمل بنظام (القبول الولائي) – كما تفعل الكثير من دول العالم – أن يُقبل الطالب، أو الطالبة في جامعة ولايته، ليكون قريباً من أسرته، فاعلاً ومتفاعلاً مع مجتمعه (المحلي)، وإذا اضطرته، أو اضطرتها ظروف العمل للهجرة إلى “الخرطوم” (بعد التخرج)، فإن الوضع سيختلف، فدرجة النضج أعلى، والمسؤولية أكبر، والتجربة بالتأكيد، ستكون أعمق، بمرور السنوات الأخيرة من مرحلة المراهقة (علماء النفس يُحددون للمراهقة المتأخرة سن “21” عاماً).
{ وفَّروا لبناتنا وأخواتنا، بيئة صالحة للدراسة (الجامعية).. ولا تلقوا بهن إلى المجهول، فيضعن، ويضيع المجتمع.
[/JUSTIFY]

صحفية المجهر السياسي – الهندي عز الدين

Exit mobile version