الطمأنينة والفزع

الطمأنينة والفزع
عودة إلى المعاني والصفات التي هي مكونات حياتنا الخاصة والعامة ،فهذه المعاني تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على مختلف المجتمعات وتؤثر فيها وفينا سلبا وإيجابا ،لذلك وجب علينا النظر فيها بالبحث والمقارنة ،لندرك مدى تأثيرها وأهميتها ،ولنسعى لتثبيت المعاني الإيجابية منها ، والسعي لتجنب المعاني السالبة منهاومعالجتها ،فاليوم حديثنا عن وصف معنى الطمأنينة وما يقابلها في المعنى وهو الفزع والذعر ،،
هي السكون بعد الإنزعاج ،،والطمأنينة وهدأة النفس من نعم الله البالغة ومننه السابغة على الإنسان ،فالإنسان في حاجة إلى هذا المعنى في كل أحواله وبخاصة في الأحوال التي تستدعي هدأت النفوس كموت عزيز أو كساد تجارة وغير ذلك ،فالمطمئن هو الذي بمستطاعه أن يدبر الأمور بحكمة وحنكة بعيدا عن القرارت الخاطئة والتصرفات الطائشة ، وأحسن ما يجلب الطمأنينة إلى النفس هو ذكر الله تعالى جل شأنه [الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم ألا بذكر الله تطمئن القلوب] وقال تعالى [وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم] وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:دخل المسجد فدخل رجل فصلى ،ثم جاء فسلم على رسول الله ،فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام وقال:”ارجع فصل ،فإنك لم تصل”،فرجع الرجل فصلى كما كان يصلي ،ثم جاء النبي فسلم عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”وعليك السلام “ثم قال:”ارجع فصل فإنك لم تصل”،حتى فعل ذلك ثلاث مرات فقال الرجل:والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا، علمني ،قال:”إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ،ثم ارفع حتي تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها”،وقال مالك بن أنس:”حق على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية ،والعلم حسن لمن رزق خيره”وعن أبي قتادة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني ،وعليكم بالسكينة “.
:هو انقباض يعتري الإنسان من الشيء المخيف ،وهو من جنس الجزع، ولا يقال فزعت من الله وإنما يقال:خفت منه.قال تعالى [من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون]وقال [ويوم ينفخ في الصورففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين]وقال:[لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون] وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ،وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي ،وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلي قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة”،وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه “،اللهم آمنا من الفزع الأكبر برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم آمين.
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]
Exit mobile version