ثم تواترت الأخبار بأن القائم بالأعمال الأمريكي قد عاد إلى الخرطوم سالماً وقام بزيارة الشيخ الجيلي في قرية الكباشي. وبهذه المناسبة فإن سجادة الطريقة الكباشية خليفتها الآن هو الشيخ عبد الوهاب بن الشيخ الحبر والمعروف أن الشيخ إبراهيم الكباشي كان قد عاش في فترة المهدية إبان خلافة عبد الله التعايشي ولم يكن على تواصل مع التعايشي مثله مثل الكثيرين من أهل الطرق الصوفية آنذاك وكانت بينهم تجاذبات معروفة. وتتلمذ الشيخ إبراهيم الكباشي على يد الشيخ طه الأبيض البطحاني المدفون في قرية الشيخ طه قريباً من الحصاحيصا والذي كان قد أخذ الطريقة على الشيخ دفع الله المصوبن نقلاً عن الشيخ عبد الله العركي تلميذ الشيخ تاج الدين.
وفي كل الزيارات (الأمريكية) يقال إن القائم بالأعمال الأمريكي كان يلبس الجبة الخضراء أو الملفحة الخضراء تيمناً وتبركاً بها وقد سألنا أحد القائمين على استقبال القادمين لأغراض الزيارة والمرابطين في الضرائح في أب حراز عن زيارة السفير الأمريكي وإلباسه الملفحة الخضراء فأكد ذلك وقال إنه يأمل أن يدخل سعادة القائم بالأعمال الأمريكي في الإسلام لأنه لبس الخضراء. وبالطبع أوضحنا له صعوبة أن يحدث هذا وذكّرناه بقصة الإغاثة الأمريكية في عام 1983 على أيام الرئيس نميري وعندما قيل إن الرئيس ريقان وجه بإرسال الذرة إلى السودان لمكافحة المجاعة فكان نوعاً من الذرة الأحمر اللون المعد أساساً لتناول الحيوان لكنه شُحن إلينا كعذاء للبني آدم وأطلق عليه بعض أهلنا (عيش ريقان) ودعوا الله للرئيس ريقان أن (يديهو حجة) بل سموه فعلاً (حاج ريقان). وقد استعاذ الشيخ البرعي رحمه الله في إحدى مدائحه من )عيش ريقان(. وبالطبع لم يحج الرئيس ريقان وظل كما هو (كافراً) إلى أن أصابه مرض الزهايمر وأعتقد أنه قد مات قبل خمسة أعوام أو تزيد.
وأخبار الصحف نقلت إلينا قبل أيام أن القائم بالأعمال الأمريكي قد زار جامعة الخرطوم وتشاور حول إنشاء مكتبة إلكترونية وأن القائم بالأعمال الأمريكي زار مشروع الجزيرة وتدارس مشكلات الري والإنتاج وأن القائم بالأعمال الأمريكي قابل (فلان) في الحكومة وقابل (علان) في المعارضة وتحدث مع (فرتكان) في الحركات وناقش معهم السبل الكفيلة لإحلال السلام وعودة النازحين وتوزيع الغذاء وزيادة الإنتاجية… وناقش السفير الأمريكي مع البعض ضرورة التفاوض مع قطاع الشمال وطمأن المعارضة إلى ضرورة الدعوة للحريات وتوسيع قاعدة المرأة ومنع الختان الفرعوني وطرح شعار (أتركوها سليمة) لأن القرارات السليمة تولد سليمة والسفير الأمريكي فعل وترك وقام وقعد وتقدم وشكر وشجب وثمّن وأرغى وأزبد.
وما دعاني لكتابة هذا المقال هو أنني أحسست بأن القائم بالأعمال الأمريكي يبدو لي وكأنه يمارس واجبات وأنشطة في مساحات واسعة أقرب إلى أنشطة الوزراء والولاة!!! وكدت أن أخلط ما بين صلاحيات والي الولاية وصلاحيات القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم!!! هذا علماً بأن الدبلوماسي ــ أي دبلوماسي ــ سوداني في أمريكا غير مسموح له بالتجول في دائرة يكون قطرها أكثر من 25 كيلومتراً ومن المؤكد أنه مراقب أربعًا وعشرين ساعة وتُحسب خطواته بالمليمتر واتصالاته التلفونية مسموعة بينما السفير الأمريكي (يبرطع) على كيفو لدرجة أنه يزور حتى قباب الموتى وألهاه التكاثر حتى زار المقابر…
يا جماعة عليكم الله شوفوا الزول ده.. فقد صار يظهر في المناسبات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية أكثر من الوزراء والمعتمدين (وكترة الطلة تمسخ خلق الله) حقيقة فقد صار القائم بالأعمال الأمريكي (مسيخاً) خاصة عندما يتحدث بعربيته المكسرة التي تشبه لغة عربي جوبا وفيها يقوم الخواجة ببلع بعض الحروف فيبدو مضحكاً في البداية ومسيخاً في النهاية.. يا جماعة الزول ده قولوا ليه كفاك… لأن ناس حلتنا صاروا يخافون أن يجدوه في بيوتهم ذات يوم!!
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]