وان كانت هذه المخاوف الامريكية ليست كلها على نفسها، وانما ايضا دون نسيان شقيق الروح الكيان الصهيوني الاسرائيلي الذي ابدى قلقه هو الاخر من امكانية حصول ايران على تكنولوجية نووية حديثة من كوريا الشمالية، وهو الامر الذي تحدثت عنه صحيفة معاريف الاسرائيلية من ان اسرائيل متخوفة من حدوث تعاون مشترك بين ايران وكوريا الشمالية في مجال التكنولوجيا النووية، خصوصا ان كلاهما له نفس الهدف في امتلاك السلاح النووي، كما انهما يقابلان نفس المعارضة الدولية التي تريد ايقاف طموحهما النووي، ويكمل ذلك التعاون الذي تحدثت عنه صحيفة معاريف من امكانية ارسال خبراء من ايران الى كوريا الشمالية لاكتساب الخبرات والتجارب المتبادلة المختلفة، وخاصة ان هذا التعاون بدا من قبل في السابق وليس الان فقط،
وكما يتضح ذلك ايضا، بان هناك تشابها كبيرا في تصويب اللهجات الشديدة الايرانية الكورية تجاه اسرائيل وامريكا،عندما صممت ايران على وصل مشروعها النووي الذي لن تتوانى به في قصف اسرائيل، وهو نفس المنهج الذي اتبعته كوريا الشمالية اليوم في مخاطبتها لامريكا، اي انها نفس الاستراتجيات الحرب الكلامية التي من شأنها ان ترفع وتشكل ضغطا ومخاوف لامريكا واسرائيل وهو ما شار اليه محمد الحضيف قائلا: ان تهديد كوريا الشمالية بضرب امريكا بالنووي مثل تهديد ايران بمسح اسرائيل من الوجدود، انما يدل هذا على مدى تمسك ايران وكوريا الشمالية برهان النووي لارعاب امريكا واسرائيل.
وفي مجمل الكلام قد يقوي هذا موقف ايران، لكن الامر قد يكون مغايرا عند كوريا الشمالية التي تهدد بصب صواريخها النووية في عقر دار امريكا التي تحيط قواعدها العسكرية بكوريا الشمالية والموجدة في كل من كوريا الجنوبية واليابان المواليتين لها، والتي من شأنها ان تسقط صواريخها النووية قبل ان تصل الحدود الامريكية، بحسب تقدير الخبراء والمختصين في هذا المجال لا سيما التهديدات الكورية الشمالية التي يرونها انها حرب نفسية تريد اثارتها هذه الاخرة ليس الا من اجل فقط دعمها اقتصاديا بمساعدات اقتصادية تقدمها لها كوريا الجنوبية وامريكا في مقابل توقفها عن برنامجها النووي، ولكن ان كان هذا صحيح يتمثل فيحرب نفسية فلماذا كل هذا التهويل من خطورة البرنامج النووي لكوريا الشمالية؟ وهل هناك ربما اجندة بالمنطقة تريد امريكا المحافظة عليها بمنع الرعب النووي من وصولها؟
القدس العربي
حداد بلال