هل يعود “الجنوب” إلى حظيرة الوطن ؟

[JUSTIFY]من الواضح والمرجح توقعه أن حزب المؤتمر الوطني الذي يحكم البلاد الآن منتخباً من الشعب بعد آخر انتخابات جرت بالبلاد.. فإنه يظهر أن قياداته بدأت تتجه نحو حوار هادئ بينه وبين جميع الأحزاب الأخرى للوصول إلى صيغة يتفق عليها الجميع لإيقاف الحرب الدائرة رحاها الآن بجنوب دارفور والنيل الأزرق والتي تنطلق قواعده بإدارة الجيش الثوري من داخل دولة جنوب السودان بعد الانفصال التكتيكي والذي يظهر الآن في توالي الأحداث أن هنالك جهات بعينها تتخذ من المجتمع الدولي أداة لتنفيذ الهدف التي ترى أنه الأمثل لحكم البلاد تماماً، كما جاء في وثيقة “الفجر الجديد”، وهذا لا يخفي على المراقب المتابع للمتغيرات التي طرأت على المنطقة بعد حرب الخليج الثانية وما نتج بعدها من تعديل واضح في خريطة الشرق الأوسط وبداية لتكوين الشرق الأوسط الجديد حتى تكون دولة إسرائيل داخل هذه المنظومة، التي لابد أن تتحقق بداية بدخول القوات الدولية المنطقة الممتدة في دولة أفغانستان، وحتى الحدود مع الجزائر “المغرب العربي”، مروراً بجمهورية مصر، التي ظهرت بها جميعاً – بما يسمى – ثورات الربيع العربي “الفوضى الخلاقة”، والتي سوف تنتج عنها خريطة جديدة للوطن العربي، وحسب ما هو مخطط له مسبقاً تحت مسمى “الشرق الأوسط الجديد”، وبما أن السودان يقع ضمن هذا المخطط إلا أنه نرى أنه لم يدخل من ضمن تلك الثورات العربية؛ لأنه – وحسب رؤية المجتمع الدولي المستفيدة من هذا الواقع – يتمتع بموقع جغرافي استراتيجي، وأيضاً بشعب فريد لا يضمن أن يستمر فيه حاكم يحكمه باستقرار دائم إلا بتقسيمه إلى عدة أقاليم تتآلف نحو مركز واحد، ذي هوية سودانية بحتة متعددة القبائل الموحدة، لا هي عربية صرفة ولا أفريقية صرفة.. وزيادة لما يزخر به من موارد وأطول مجرى للمياه تفتقدها جميع دول العالم.

لذلك يكون واهماً من يظن أن دول العالم الكبرى الصناعية ،وخاصة بعد انهيار القطب الشرقي وهيمنة الدول الصناعية على اقتصاديات العالم، يكون واهماً من ظن أن يترك بلداً كالسودان يزخر بكل تلك الموارد بعيداً عن الصراعات الدولية دون إدخاله في منظومة يفيد فيها ويستفيد.. وإلا أن يترك للصراعات الداخلية والحروب المفتعلة إذا لم يذعن إلى ما هو مخطط له.

وعليه، فإنني أتمنى أن تكون قراءتي هذه للأحداث مما هو حولنا صحيحة، وأن يكون قد وصل إلى حكامنا وزعماء الأحزاب وجميع الطوائف التي لها شأن يتعلق بالوضع السياسي في بلادي ما هو مطلوب منهم تحديداً، وأن يسعوا إلى ما فيه خير وصالح لهذا الشعب المتفرد “الشعب السوداني”، وأن يضعوا للخلاف حداً نهائياً، وأن يجلسوا ويرتاحوا بعد أن حاولوا وفشلوا ردحاً من الزمان، وليتركوا الحكم للشعب في إطلالة فجر جديد .

صحيفة المشهد الآن
عبدالحافظ الصافي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version