■ في البداية ما تعليقك على زيارة الرئيس محمد مرسي الأخيرة للخرطوم؟
– الزيارة جاءت في ظل توفر الإرادة السياسية لدى مصر للعمل مع السودان بأكثر مما كان موجوداً في السابق، وبالنسبة للسودان هناك انفصال جنوبه، والتركيز على ما تبقى، وأهمية تنمية البلاد وإعادة إعمارها، وهناك أيضا واقع إقليمي ودولي، هو واقع للغذاء في المنطقة، وعلى البلدين أن يتكاملا معاً في هذا المجال في وجود مياه النيل أهم مورد للمياه والتي تجمع بينهما.
■ كان هناك من يعتب على الرئيس مرسي الزيارة المتأخرة للبلاد؟
– الزيارة قوبلت بحفاوة شديدة، رغم أن البعض كان يرى أنها جاءت متأخرة فعلاً من الرئيس مرسي الذي زار دولاً كثيرة وكانت السودان في المؤخرة، ولكن صحبة رجال الأعمال للرئيس مرسي كانت مهمة جداً، وكانت مؤشراً على أهمية الاستثمار بين البلدين، وكان هناك إشارة مهمة أيضاً وهي ترفيع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتصبح برئاسة الرئيسين البشير ومرسي، بعدما كانت في السابق برئاسة النائب الأول في السودان علي عثمان محمد طه، ورئيس الوزراء المصري الدكتور هشام قنديل، وهذه درجة عالية من الاهتمام بين البلدين على مستوى الرئيسين، بهذا الزخم الكبير أحدثت الزيارة تأثيراً إيجابياً وواسعاً.
– بالفعل البعض أراد أن يجعل مطبات بالزيارة، بإثارة حلايب ومياه النيل، ولكنني اعتقد أن الجانبين على المستوى الرسمي استطاعا بحكمة أن يتجاوزا هذه المطبات، وكان واضحاً أن المعارضة في مصر تريد أن تحصر الزيارة في هذا الموضوع والخلاف، ونحن نلاحظ من تتبعنا للمعارضة في مصر أنها تريد أن تقلل من أي إنجاز ليس في زيارة الرئيس مرسي للسودان فقط، بل في كل زياراته الخارجية، فالمعارضة في مصر تريد أن تجهض أى إنجاز، لذلك لم يكن غريبا أن تجعل من قضية حلايب مدخلا للزيارة حتى تقلل من أهميتها، وكنا منتبهين لذلك، لكن من متابعاتنا لما بعد الزيارة تأكد لنا أن الغالبية العظمى من الشعبين كانوا مع الزيارة وإنجازاتها الكثيرة والكبيرة، وماحدث اعتبرناه مجرد تشويش من قبل المعارضة المصرية على ما تم بها.
■ بعد إعلان الرئيس البشير عدم توليه ولاية رئاسية جديدة والحديث الرائج في السودان الآن يدور حول خليفة البشير في حكم البلاد.. فمن هو؟
– إن أصر الرئيس البشير على الذهاب، أتمنى أن يقود عملية اختيار شريكه بنفسه، فهو يستطيع بذكائه وحنكته، أن يختار الشخص المناسب، أي شخص تختاره قيادة المؤتمر الوطني بطريقة شفافة وحرة ونزيهة مهما كانت وجهة نظرى سألتزم به، فممكن جداً أن يختار الرئيس البشير لجنة من 10 أشخاص أو 5 أشخاص، وتكون مهمتها اختيار خليفة البشير، هذه اللجنة تؤدي القسم بأن تختار الخليفة بطريقة شفافة ونزيهة، وألا يترشح أي واحد منها لهذه الخلافة، ثم تبدأ من القاعدة على مستوى المحلية كل منها تختار 5 أشخاص للرئاسة، وترفع للمؤتمر العام للولاية، تختار 3 مثلاً، فسيكون عندنا قرابة الخمسين مرشح، واللجنة تجمع هؤلاء المرشحين وتشوف المشترك بينهم، وتختار أول خمسة أو عشرة، وتسأل كل منهم هل يوافق الترشيح، يمكن يكون لدى أيهما أعذار في هذا الأمر يسحب بالقائمة، والذي يتبقى تقدمه للمؤتمر العام للحزب.
■ ألا تعتقد أنه من المفروض أن يبدأ المؤتمر الوطني في التحضير لهذا الأمر خاصة أن المؤتمر العام قد اقترب موعده في نوفمبر القادم؟
– المؤتمر العام سيؤجل في الغالب، فهناك مشاورات لتأجيله، فالانتخابات ستجري في مدة أقصاها 2015، وبالتالي لو عُقد المؤتمر العام، قد نحتاج لمؤتمر عام آخر، وهو مكلف جداً، ولذلك من الحكمة أن يؤجل للسنة القادمة بحيث يكون هو المؤتمر الذي منه ندخل الانتخابات.
■ هل تطمح في أن تكون رئيسا للسودان؟
– (بصوت مرتفع) لا.
■ لماذا؟
– لأن هناك العديد من القيادات الموجودة هي أفضل مني وأقدم وتستطيع أن تقود هذه المسيرة، وأنا أؤمن بأنه كلما تقدم العمر أقدم عملا أقرب للشعبي منه عن الرسمي، وأن نفتح المجال للقيادات الشبابية، فلابد أن نفعل ذلك، الرئيس يقدم مثالاً وقدوة بأنه سيترك القيادة.
■ هناك سيناريوهات يتداولها الناس بأن الرئيس سيقول إنه سيرحل، وتأتي جماهير الحزب وتعلن تمسكها به فيتراجع عن موقفه ويظل رئيسا للبلاد. هل يمكن أن يحدث مثل هذا السيناريو في نظرك؟
– وارد، وقلت لك لابد أن يقود الرئيس بنفسه عملية اختيار خليفته حتى لا يحدث انشقاق بالوطن، وحتى لا يحدث أي توتر ومسائل لا تحمد عقباه، لأن الشورى هي الحاكمة، فما يختاره المؤتمر الوطني تكون بطريقة مرتبة ومنظمة يقودها الرئيس شخصياً.
■ كان هناك مؤتمر لإعمار دارفور قبل أيام بالدوحة، ولكن المؤتمر لم يخرج بالمأمول منه.. ما تعليقك؟
– قبل مؤتمر الدوحة بأسبوع، قلت إنه علينا ألا نؤمل كثيرا على الغربيين، فهم يواجهون أزمات مالية، وعندما تتحول الأزمات إلى قضايا للاستقرار، فهم آخر من يشاركون، الآن تركيا لديها مستشفى كبير بدارفور بتكلفة 500 مليون دولار، وأتحدى الغربيين أن يقوموا بمثل هذا العمل، فهم لا يريدون أن تنتهي المشكلات.
■ لوحظت أيضا المشاركة المتواضعة للسعودية في المؤتمر.. في تقديرك ما السبب؟
– حضر مندوب الصندوق السعودي ومندوب الهلال الأحمر السعودي، ووعدوا بتمويل عدد من المشروعات في دارفور، بخطة متكاملة لـ 6 سنوات قادمة.
■ وهل حضرت مصر المؤتمر؟
– مصر حضرت على مستوى وزير الخارجية، ونحن نعرف ظروف مصر الاقتصادية، ولها مساهماتها الموجودة أصلاً في دارفور، كالمستشفي المتحرك وزيارات الأطباء العرب للإقليم، ومساهماتها في قوات اليوناميد.
حوار: صباح موسى
المصري اليوم