شجرة المورنجا أوليفيرا استثمار الأغنياء وسلة الفقراء

نجح المهندس الزراعي زاهر زاهر من ادخال بذور شجرة المورنجا أوليفيرا “أو الشجرة المعجزة” كما يسميها الاميريكيون إلى قطاع غزة بعد جهود مضنية تكللت بالنجاح مؤخراً بعد تمكنه من ادخال مئات من البذور من مصر والدول المجاورة إلى قطاع غزة وتوزيعها على بعض المزارعين ووزارة الزراعة وبعض المشاتل.

وبدأت فكرة الاهتمام بهذه الشجرة من قبل المهندس زاهر قبل عام ونيف خلال مشاركته في ورشة عمل اقليمية عبر الفيديو كونفرس حول طبيعة الشجرة التي تعتبر من أفضل أشجار العالم وأكثرها فائدة.

ولم ينتظر زاهر كثيراً حتى بادر باجراء الاتصالات مع خبراء مصريين على مستوى كليات الزراعة في الجامعات المصرية حتى تمكن من الحصول على مئات من بذور هذه الشجرة التي دخلت مصر قبل عدة عامين فقط.

واستدعى اهتمام زاهر بهذه الشجرى ادارة جامعة شبين الكوم المصرية إلى الطلب منه لإلقاء محاضرات في الجامعة لعشرات المهندسين الزراعيين في الجامعة للتعريف بهذه الشجرة هندية الأصل.

ويبذل زاهر منذ الصيف الماضي جهوداً مضنية للترويج لزراعة هذه الشجرة البسيطة والغنية جداً بالفوائد وخاصة الزيت والتي يمكنها أن تساهم في حل مشكلات كثيرة في قطاع غزة سيما على صعيد سد العجز في النقص الخطير في الاعلاف بشكل عام والزيوت نظراً للقيمة العالية التي تتمتع بها هذه الشجرة.

وأكثر ما يشجع زاهر على الاهتمام بهذه الشجرة هو ملائمتها لظروف ومناخ وتربة ومياه قطاع غزة، حيث لا تحتاج هذه الشجرة إلى كميات كبيرة من المياه و يمكنها التكيف مع المياه المالحة وحتى غير الصالحة للاستخدام النباتي كذلك عدم اعتمادها على التسميد العضوي أو غير العضوي، وكذلك سهولة زراعتها في أي تربة سواء كانت رملية أو طينية أو صحراوية، فهي تعيش في الأجواء الحارة وتحتاج إلى الري مرة كل عشرة أيام فقط.
وحسب زاهر الذي تحدث مطولاً على هامش محاضرة له في إحدى المؤسسات فإن فوائد الشجرة تصل إلى عشرات الفوائد.

وقال إنه بالإمكان اقامة العديد من المصانع متعددة الاستخدام بجانب هذه الشجرة، كما يمكن للأغنياء الاستثمار في زراعتها.

وعدد زاهر فوائد الشجرة، مبيناً أن أوراقها ذات قيمة غذائية عالية وطعمها مشابهة إلى طعم السبانخ وثمارها تطهى وتؤكل بطعم الفصوليا واللوبيا، كما استعرض زاهر الفوائد الجمة لأزهارها واستخدامها كمراعي للنحل الذي يعاني من ندرة الأزهار بعد عمليات التجريف الاسرائيلية التي طالت معظم الأشجار في القطاع منذ بداية انتفاضة الأقصى، موضحاً أن ما يميز أزهار شجرة المورنجا هي قيمتها الغذائية العالية للنحل وطول فترة دورة حياتها والتي تستمر إلى ستة أشهر طيلة فصل الصيف والربيع بعكس الزهور الأخرى التي تقتصر على فصل الشتاء وهو ما يوفر على مربي النحل الاعتماد على السكريات في اطعام النحل ،وهي مناسبة جدا للعسل، وفيها ميزة قيمة جدا.

وأشار زاهر إلى أن المهم والأكثر دهشة في الشجرة ان بذورها تحتوي على 40% من الزيت الأجود والأفضل في العالم والخالي من الكولسترول وطعمه غير منفر على الاطلاق ويستخدم في الطهي ولا يحترق والأهم من ذلك يحتوي على مواد مضادة للأكسدة تحمي الانسان من مرض السرطان.

وأوضح أن أوروبا تستورد زيت المورنجا من الهند والسودان لاستخدامه في صناعة العطور لأن لديه القدرة على الاحتفاظ بعصارة العطور لفترة أطول، ويحتوي على فيتامين a المفيد للجلد، مبيناً أن سعر الكيلو يباع للأوربيين باربعين دولار.

وتنتج شجرة المورنجا في أول سنة من عمرها ما متوسطه 12 كيلو غرام من البذور وفي السنة الثانية يبدأ الانتاج بالتضاعف ويستمر بالتضاعف حتى السنة السادسة ومن ثم يثبت الانتاج.

وقال إن الشجرة سريعة النمو ويصل ارتفاعها بعد ثلاث سنوات من الزراعة من 9 الى 12 متر.

وأضاف إنه يمكن استخدام الزيت المستخرج من البذور في الطاقة وخصوصا في صناعة الكاز الحيوي صديق البيئة.

وتعتبر الشجرة التي يسميها المصريون “بالحبة الغالية” مصدر رائع لعلف الحيوانات الأخضر، حيث تزود انتاج اللحم البقري بما نسبته 30% مقارنة بالاعلاف التقليدية كما تزود انتاج وإضرار الحليب بأكثر من 40% .

ولفت إلى الدونم الواحد من المورنجا في أول عام من زراعته ينتج نحو 80 طن من العلف الأخضر في العام وهو ما يعادل ثمانية أضعاف ما ينتجه دونم البرسيم الحجازي، ويمكن استخدامها في اطعام الأسماك والدواجن والارانب.

وأكد زاهر أن قطاع غزة بحاجة ماسة لزراعة هذه الشجرة والتي يمكن زراعتها في الشوارع بدلاً من شجر “الفيكس” واستغلالها كغذاء للنحل بالإضافة إلى زراعتها في ساحات المدارس والاماكن المفتوحة والمحررات.

ونصح وزارة الزراعة بالاهتمام بزراعة هذه النوعية من الأشجار لانها تساهم في تنشيط قطاعات كبيرة من الزراعات والاعلاف وتقاوم الحصار والاغلاق.

وقال زاهر إنه يمكن استغلالها في مقاومة الحصار عند اغلاق المعابر، كما يمكن تصديرها واعتبارها مصدر دخل قومي لانها تتناسب تماماً مع السياسة الزراعية المحلية.

وأضاف إن اوروبا مهتمة جدا بالشجرة وبشكل صامت وتستورد الزيوت من دول جنوب شرق اسيا.

رام الله – دنيا الوطن

Exit mobile version