أحوال السودانيين المقيمين بالمملكة العربية السعودية

تناقلت وكالات الأنباء والصحف اليومية ومواقع التواصل الاجتماعي في الشبكة العنكبوتية خلال الأسابيع الماضية احداث العمالة الأجنبية بالمملكة العربية السعودية من خلال منظورهم الخاص، بعضها يمت بالحقيقة وبعضها قصص من الخيال، ومن خلال قربنا من الحدث وجهات الاختصاص نؤكد الآتي:

هذه الحملة حقيقة وكانت حسب رؤية الجهات الرسمية بالمملكة أنها لجنة من جهات الاختصاص قامت بتنفيذ قرار مجلس الوزراء بشأن تصحيح اوضاع العمالة المخالفة للنظم واللوائح واتاحة الفرصة للمواطن السعودي للعمل في الوظائف التي تتطلب وجوده فيها وأنها قرارات سيادية تحفظ الامن القومي الداخلي.
نفذت هذه الحملة في مواقع العمل والمراكز الكبرى والمحلات التجارية والمنشآت الطبية والتعليمية والخدمية ولم تكن تقصد فئة معينة من الجنسيات أو ترحيل أي شخص بدون ان يكون مخالفًا لنظم العمل أثناء وجوده في مقر العمل بمعنى لم تكن هناك لجان او تفتيش في الشوارع وأماكن السكن.
ما يهمنا في الأمر تضارب المعلومات حول أن هذه الحملة تستهدف السودانيين وذلك بوجود صور لبعض السودانيين في قبضة الجوازات أو وفاة مواطن سوداني أثناء مطاردته من قبل الشرطة، وأيضًا ارجاع طائرة بها مرحلون من مطار الخرطوم، حيث إنها كلها غير حقيقية أو عمل بالفوتوشوب أو صورة لحملات قديمة.
من خلال المتابعة مع الجهات الرسمية الدبلوماسية السودانية بالمملكة العربية السعودية ممثلاً في سفارة السودان بالرياض والقنصلية العامة بجدة لا يوجد استهداف معين للجنسية السودانية وأن الأعداد التي ذكرت في الفترة السابقة عن ترحيل السودانيين غير حقيقية حيث إنه حسب المتبع لا يتم ترحيل أي شخص سوداني إلا بعد مقابلة مندوب السفارة أو القنصلية للتأكد من هوية وإصدار وثيقة سفر للذين ليس لديهم وثيقة أو انتهت جوازاتهم وذلك بعد عمل مخالصة مع الكفيل بالنسبة للمقيمين وأن جميع الحالات التي رحلت أو موجودة الآن في الترحيل معظمها حالات عادية مثل «متخلفين عمرة أو حج وصول غير شرعي «سمبك» هروب من الكفيل وإقامات منتهية ومحكومين بقضايا مختلفة وانتهاء فترة زيارة».
خبر مقتل مواطن سوداني على يد الشرطة بالرياض في الحملة الاخيرة غير صحيح حيث انه لا يمكن دفن أي مواطن سوداني إلا بعد الحصول على إذن دفن من السفارة أو القنصلية السودانية على ان يقوم أحد مندوبي السفارة أو احد أقرباء المتوفى باستلام الجثمان بعد معرفة اسباب الوفاة مرفقاً معها تقرير طبي وصورة من الجواز وخطاب من الشرطة حسب ما هو متبع دولياً، ولم يقم أي مواطن سوداني اوجهة سعودية بمخاطبة السفارة السودانية بذلك.
وقد أكدت البعثة الدبلوماسية السودانية بالمملكة احترامها للقوانين المنظمة لعمل المقيمين بالبلد المضيف مع تأكيد حرصها على صيانة كرامة وحقوق مواطنها والعمل على تسهيل كل الإجراءات التي من شأنها خدمة ذلك.
كما أهابت بمواطنيها تصحيح أوضاعهم وحفظ حقوقهم والتواصل مع الجهات ذات الاختصاص للمتابعة ومعرفة المعلومة الصحيحة لتقديم أي خدمة لهم وتظل على نهجها الدائم في العمل بكل ما بوسعها من اجل راحة مواطنها وحفظ الحقوق التي كفلها له الدستور، والجدير بالذكر ان القنصلية السودانية بجدة قد قامت في وقت سابق بالتعاون مع الجوازات السعودية بترتيبات سفر جميع الأسر المخالفة للنظام وذلك بتسهيل عملية البصمة والسفر دون دخول «التوفيق والترحيل» ومتابعة قضية المواطنين السودانيين المحكوم عليهم بالقصاص والذين حكمت عليهم السلطات السعوديه مؤخرًا بالبراءة من تهمة تهريب المخدرات بعد أن قاموا بحمل أمانة «كرتونة طلح» من شخص في مطار الخرطوم بمروة وشهامة السوداني الأصيل ليتضح لاحقًا في مطار جدة أنها كرتونة مخدرات وقد كان للقنصلية بجدة جهود كبيرة في هذه البراءة وحضور جميع جلسات القضية وتقديم العون لهم.
ومن جانبنا نقدم شكرنا لقائد الدبلوماسية السودانية بالمملكة سعادة السفير عبد الحافظ ابراهيم والسفير قريب الله الخضر وأركان حربهما.
كما نتقدم بوافر الشكر والتقدير لسعادة السفير خالد الترس القنصل العام بجدة والسفير عصام محيي الدين وأركان حربهم والإخوة في إدارة الجوازات والإدارات الفنية لمتابعة أحوال السودانيين وتفقدهم ولسعيهم الدائم وعملهم المخلص ليلاً ونهارًا من اجل راحة المغترب السوداني الذي ظل يتمتع بأخلاق وأمانة وعفة اليد واللسان وقد شهدت لها السلطات السعودية العليا على مدى السنين بذلك وحديث سمو الامير محمد بن نايف وزير الداخلية السعودي لوزير الداخلية السوداني عن الجالية السودانية بالمملكة الأسبوع الماضي خير دليل على ذلك.

بقلم: أحمد ابومصعب
صحيفة الانتباهة

Exit mobile version