* وان المؤتمر الوطني الحزب الغالب في الحكومة تسبب في تفاقم المعضلة الآنية بسبب ذات الممارسات التي أججت النزاعات بدلا من إطفائها سياسيا ولكنه ايضا اصبح بحكم الامر الواقع عاملا مؤثرا لايمكن إغفاله عند الشروع في الحل السياسي المنشود.
* نقول هذا بمثابة ملتقى اهل السودان الذي تقرر عقده الخميس القادم بقاعة الصداقة قبل الانطلاق نحو كنانة للتداول حول مبادرة اهل السودان التي تبنتها الحكومة كآلية لدفع الحوار السياسي الداخلي من اجل تعزيز السلام القائم واستكماله في كل ربوع البلاد خاصة في دارفور وتحقيق الاتفاق القومي حول القضايا المصيرية ومجابهة التحديات القائمة والكامنة.
* نحن نرى ان الظروف الحالية التي تواجهها البلاد لاتشكل تحديا للحكومة او الحزب الغالب فقط وانما هى تحديات تواجه البلاد عامة واي محاولة للالتفاف حول الحل السياسي السلمي القومي الديمقراطي تضر اول ما تضر الحزب الغالب في الحكومة والبلاد عامة.
* لذلك فاننا ندفع بالاتجاه الذي كشف عنه أمين العلاقات السياسية في المؤتمر الوطني دكتور مندور المهدي من ان حزب المؤتمر الوطني حريص على اشراك كل القوى السياسية المعارضة خاصة الأحزاب الكبيرة المعروفة رغم كل ما يقال عن المتغيرات التي حدثت في الخارطة السكانية والسياسية بل نرى انه لا داعي للحشد الشكلي لاحزاب مصطنعة تزحم الساحة بلا مبرر لاتاحة الفرصة للقوى السياسية الفاعلة والكيانات التي افرزتها النزاعات مثل الحركات المسلحة التي يجب ان ترتب نفسها تنظيميا وسياسيا وان تتوحد بالصورة التي تمكنها من التعبير عن الدفاع عن اطروحاتها وما ترى انه يسهم في انجاز الحل السياسي الشامل.
* على الاحزاب المعارضة ان تنتهز هذه الفرصة لكى تنقل رؤاها المشتركة داخل هذا الملتقي لتعزيز ما تم من اتفاقات ثنائية والانتقال بها جميعا الي الاتفاق القومي المنشود وعلى حزب المؤتمر الوطني الغالب وحزب الحركة الشعبية انتهاز هذه الفرصة التاريخية لاثبات حسن النوايا تجاه “الاتفاق القومي على الحل السياسي السلمي القومي الديمقراطي الشامل” للانتقال عمليا الى ما يهئ الاجواء للتداول السلمي على السلطة بعيداً عن الحلول المحمولة فوق رؤوس المواطنين.
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1048 – 2008-10-14 [/ALIGN]