واستطرد : قبل كل شيء ساتحدث عن صحيفة الدار التي أهنئها مثنى وثلاث ورباع بصدارة الصحف السودانية التي نالتها في التقييم الأخير لمجلس الصحافة والمطبوعات الصحفية ومن خلال متابعتي وحديثي مع الأخوة في صحيفة الدار اشهد لها انها تطورت بالذات فيما يتعلق بالأثارة .. وهو تطوراً كبيراً في التناول والطرح النوعي.. ومن هنا نريد للصحافة الاجتماعية أن ترتقي بالشيء الذي يرمي إليه المجتمع بمختلف شرائحه .. وبما ان صحيفة الدار الأوسع انتشاراً تجدنا نطالبها أن تركز على الإثارة الذكية والصحفي الذكي الذي يمكن فعلاً أن يوصل الرسالة … فالخبر عندما يتم تناوله كحدث حتى يتم القبض علي المجرم والإكتفاء بذلك تكون المعالجة ناقصة وبالتالي يجب أن نبحث عن من يتناول الأخبار بعمق من حيث التحليل والمعالجة وخلافها فهي رسالة يجب أن نوصلها إلى المجتمع ولا نترك المسألة لاطلاع الناس الآخرين واجتهاداتهم وبالمقابل يجب تحديد من الذي يتناول هذه القضية أو تلك و يتبحر في هذه الجريمة حيث يستطيع الإجابة علي التساؤلات التي تدور في الأذهان حولها مثلاً لماذا جريمة القتل حدثت بهذه الصورة العنيفة ..ولماذا جريمة المخدرات ترتكب بهذا الشكل .. وكما يقال إن المخدرات أصبحت رائجة وسط طلاب الجامعات وخلافه!! .
وتابع : المخدرات كجريمة وتناولها في الصحف الغرض منه في النهاية إتباع ما يخيف الناس ويبعدهم عن تعاطي المخدرات .. فما الذي جعل المشرع يجرم تعاطي المخدرات .. الإجابة نابعة من أن الخطورة فأنت يجب أن تدرك أن متعاطي المخدرات يتخيلها بحسب (المزاج) .. ونحن نريد أن يتحدث الناس عن ضحايا بدون تشهير أو إبراز صورة.
ووقف عند قضية تشغل بال الرأي العام بولاية الخرطوم قائلاً: النكرز الذين أود أن أقول حولهم شيء في غاية الأهمية ،فنحن في السودان وبمختلف فئاتنا فهؤلاء نطلق عليهم تسمية الأمريكان (نكرز) وهي عبارة في حد ذاتها (ممجوجة) و ارتبطت بنشاط بدأ قبل أكثر من ستة سنوات لفئة محددة يتمثل نشاطها في الجريمة لفترة من الزمن ولعبت الشرطة دوراً كبيراً جداً في وقف نشاط هذه الجماعات بل تم الزج ببعضهم إلى السجن فالمسألة في مظهرها في ذلك الحين انتهت وبدأت تأخذ شكلاً جديداً فلم يعد ذلك الشباب هم تلك الفئة إنما خليط من شباب في احياء متفرقة في مناطق طرفية بولاية الخرطوم.
وتسأل: بدلاً من وضع المسألة في قالب للآثارة يجب أن نعرف الأسباب التي تستدعي هؤلاء الشباب إلى سلوك هذا المسلك الذي يتطلب الإجابة علي بعض الأسئلة حول الظاهرة.. ماذا يحدث في مناطقهم وهل الصحفيين يهتمون بقضايا كهذه؟ لأن هذه الظاهرة تعبر عن مؤشر خطير جداً فهل نحن كلفنا انفسنا بالذهاب إلى هذه المناطق الطرفية لمعرفة ما يدور هناك ؟ فمن المهم جداً الوصول إلى المسببات .. فالخرطوم بها ما يقارب الـ (8) مليون نسمة وحوت الكثير من الإشكاليات التي حدثت خلال السنوات الماضية .. كل الناس الذين عانوا من حروب وغيرها فمعظمهم جاءوا إلى الخرطوم في ظل تلك الظروف .
ومضي : الآن لدينا حملات واسعة على صناعة الخمور ولكن بقدر ما نكافحها أيضاً نجد خمور السؤال لماذا تصنع بهذه العددية الكبيرة ولماذا توزع بهذه الكيفية ؟؟ هنالك الكثير من الأسباب التي يجب أن نقوص في عمقها ونحث الجهات المعنية بالكتابة حتى يقومون بدورهم تجاه هذه الشرائح فهي مشكلة كل مؤسسات الدولة التي يجب أن تشارك في هذه المعالجات وهي من المسائل التي يجب على الإخوة الصحفيين أن يتناولوها.
وذهب إلى قضية التشرد قائلاً: إلى الآن الشرطة تنقل المشردين إلى معسكرات مخصصة لهم حسب فئاتهم العمرية ولكن لا يظلون هناك فترة طويلة لأن المعسكرات غير معدة الإعداد المتوافق معهم … فأصبحنا نحن في الشرطة أشبه بـ (ساقية جحا) في موضوع التشرد .. فهنالك اشياء تتطلب التعمق فيها .. فالتعمق مهم جداً .. ونحن كشرطة هدفنا في الأساس منع الجريمة .. والكشف عنها مرحلة أخرى.. واعتقد أن الصحافة عموماً وبالذات الصحف الإجتماعية يجب أن تسهم معنا إسهاماً كبيراً جداً في هذا المنع.
وعرج إلى قضايا الإغتصاب قائلاً: قضايا الإغتصاب يتم تناولها بشكل فيه بعض المبالغة .. فلماذا يحدث الاغتصاب في المناطق التي تعاني من ذلك؟ وهناك منظمات كثيرة جداً في المجتمع المدني يجب أن نحثها للقيام بدورها ..وهنالك أيضاً لجان مجتمعية يجب أن يقوص في إطارها الصحفي .. أي أن الصحفي يجب ان يكون باحث حتى يصل إلى نهاية هذه القضية المطروحة أو تلك و يستطيع بذلك الإجابة على الأسئلة التي تدور حولها مثلاً لماذا تحدث هذه الجرائم ؟ خاصة وأنه أحياناً تنشر صور فتيات يبلغ عن اختفائهن وهي ظاهرة مازالت تتكرر في بعض الصحف .. علما أنه وفي اليوم التالي نكتشف أنه لا يوجد بلاغ خطف بل هو مجرد بلاغ فقدان ويتضح لنا من وراء هذا البلاغ روايات خطيرة ..وخطيرة جداً.
وعاد بالذاكرة قائلاً: قبل أيام من الآن ورد في صحيفة خبر يشير الي امتحانات الشهادة السودانية لمركز من المراكز حيث قالت الصحيفة : (أن مركز امتحانات الشهادة تم اقتحامه من بعض الطلاب وأنه لا توجد به حراسة شرطية) علماً بان المركز المشار إليه مركز امتحانات شهادة الاساس وهذا المركز لم يتم اقتحامه.. وهو مركز تصحيح وليس امتحان.. فالمسألة كانت في غاية البساطة.. فالابناء كانوا يقذفون بالحجارة بعضهم البعض وكان أن قذفوا حجر أو حجرين على (زنكي) المدرسة.. وتم القبض عليهم فاتضح انهم من ابناء نفس الحي.
واشاد بكل التناول الذي تم من خلال الندوة قائلا: في الحقيقة نرغب في اشراك المواطنين معنا من خلال ادوار كبيرة جدا نقوم بها في الصحافة الاجتماعية.. والدور المطلوب هو الدور الاعلامي الذي يحث المواطن ويمنحه تشعيرات تجنبه ارتكاب الجريمة.. أو الوقوع فيها .. فهي الأدوار التي يجب ان تطلع بها الصحف الاجتماعية فاعتقد ان ترسيخ المفاهيم الكبيرة مهم جداً لأن المناطق الطرفية التي كانت مناطق نزوح تحتاج منا لعمل كبير جدا يتمثل في تحريك الجهات كلها في الولاية علي أساس ان تقوم بواجبها من أجل ان ننأ بالجريمة قبل الحدوث والانتقال بها الى المناطق المتحضرة.. فالمناطق الطرفية تعاني من ضعف الخدمات بصورة عامة.. و الانسان بها يعتقد ان الجهات المسئولة مقصرة في حقه.
وتطرق الى قضية التواجد الاجنبي بالبلاد قائلا: هذا الموضوع هام جدا والصحف تتناوله ولكن هنالك تشريعات يجب ان تصدر فيما يتعلق بتنظيم التواجد الاجنبي وهذه التشريعات تتطلب متابعتها لمعرفة الى اين وصلت ويجب ان تكون المتابعة لصيقة الى ان تصدر هذه التشريعات لأنها سوف تنظم الوجود الاجنبي ان كان على مستوي المجلس التشريعي بولاية الخرطوم او على مستوي المجلس الوطني.
الخرطوم – سراج النعيم