.. «وكادوقلي أو نيالا» هما الخيار الذي كان باقان يقدمه للتجمع شمال فاريانق «احتلال مدينة.. ثم انتظار جهة تعمل في الأمم المتحدة».
.. والحشد هذا شمال فاريانق يحدثنا عنه صديق في جوبا.
.. والوصف الدقيق ــ حتى أماكن الجلوس والملابس والأسماء نرصفها ــ حتى لا يشك أحد في دقة ما نقول.
… والدقة هذه تحمل إلينا الأسبوع الأسبق حديثاً عن أن حكومة الجنوب تسجل عضوية في المحكمة الجنائية.. والمحكمة والجنوب كلاهما يتكتم على الأمر انتظاراً لوصول البشير إلى الجنوب.
.. والبشير يتجه إلى جوبا الجمعة القادمة.
«2»
.. وجهاز كمبيوتر صغير يسكب معلومات كل جهة عند «كل جهة» في الدولة هو ما يدير الآن كل دولة في الأرض.
.. لكن السودان جزر معزولة.
.. والسيد «غ. س» الذي يقود لجنة الرقابة الدولية في السودان حين يهبط الخرطوم تنظر إليه بعض العيون في حيرة.. «غ. س» هذا كان هو ذاته من تطرده الخرطوم قبل شهور قليلة.. بعد قيامه بقيادة عمل واسع للتمرد.
.. والأمم المتحدة تعيده الآن قائداً لبعثة القرار «1591»..
.. والخارجية توافق.
.. والخارجية ــ الجزر المعزولة فيها تجعل ذراعها الأيمن الذي يوافق على عودة السيد «ع» يجهل أن ذراع الخارجية الأيسر هو الذي طرده قبل شهور قليلة..
.. والخارجية السودانية التي توافق من قبل على زيارة السيد «جيرالد» محاضراً في معهد الدراسات في الخرطوم تجهل أن الخارجية السودانية كانت هي من يطرد السيد هذا قل شهور قليلة بتهمة العمل العدائي للبلاد.
و…. و….
«3»
.. والجزر المعزولة تجعل السيد أمين الحركة الإسلامية يجهل أن حملة ضارية تنطلق الآن ضد دكتور غازي.. وضد الحركة الإسلامية.
.. وأن أعمالاً وأحداثاً وأحكاماً ومطبوعات وشركات وأعمالاً سياسية وإدارية وغيرها كلها تصبح سيلاً الآن يغلي تحت حيطان الحركة الإسلامية.
.. والداخلية التي تحدث عن أن آلاف الجنود يهجرون الشرطة هرباً من ضعف المرتبات..
.. تشكو من أن سيلاً من البضائع يجري تهريبه.
.. وأن سيلاً من المرتبات لا يكفي.
.. الداخلية هذه تجهل أن الحدود تحرس بمشروع يديره عشرة أو عشرون من الضباط..
.. وأن من يحرس الحدود الآن هو طائرة صغيرة يبتكرها طالب في جامعة السودان تقل تكلفة إنتاجها عن ثمن عربة صغيرة.
.. والداخلية التي تقوم مهمتها على منع الفساد سياسة الجزر المعزولة تجعلها تجهل أن مشروعات «ضخمة لإفساد الشرطة» تقطع شوطاً بعيداً الآن.
.. وسياسة الجزر المعزولة تجعل الدولة بكاملها تجهل أن الشرطة والأمن والجيش والخارجية والزراعة وألف جهة أخرى هي جهات تعجز تماماً عن إنجاز شيء ما لم تكن شيئاً مثل عتبات الجسر الخشبي المعلق.
«4»
.. وأيام المتعة كان فيلم مصري طريف يحدث عن «الفساد والدخل».
.. وفي الفيلم مدير المؤسسة الوقور المحترم يخرج من مؤسسته.. ثم يتسلل ليلاً ليعمل «طبّالاً خلف راقصة»..
.. وذلك حتى يقيم ميزان الدخل والمنصرف.
.. والمدير هذا ممتاز جداً.. ووزير الداخلية لا يستطيع/ وبالتأكيد لا يريد/ أن يكون طبّالاً.
.. لكن الوزير ــ بالتأكيد لا يريد المشهد الأخير من فيلم «أيوب».
.. فالسيد المدير أيوب في الرواية الممتعة مدير الشرطة الذي يعرف الكثير جداً عن الشخصيات وما فعلت يقرر شيئاً.
.. السيد مدير الشرطة هناك وفي ساعة يأس من محاربة الفساد يقرر أن يكتب كتاباً يكشف فيه حقيقة كل أحد.
.. وفي المشهد الأخير الممثل عمر الشريف الذي يمثل دور مدير الشرطة هذا لما كان متجهاً إلى مكتبه جالساً في المقعد الخلفي يرفع عيونه إلى نافذة في الطابق الرابع.
.. من النافذة كانت بندقية دقيقة التصويب تطل.
.. ليس عندنا بنادق.. لكن ما يفعله عدم التنسيق يفعل ما لا تفعله بنادق الأرض.
صحيفة الإنتباهة