المهم قديماً برضو كنا بنسمع إذا غاب اب شنب لعب اب ضنب… لكن في مجلة صباح يلعب اب ضنب في وجود اب شنب الذي يحاول دائماً تعكير صفو اب ضنب، وفي النهاية اب ضنب بيطلع بـ(قد القفة).
أهم ما في الأمر ان الشنب قديماً قبل أن نعرف إستخدام الموسى عليها ما بين افواهنا وانوفنا ، كان رمزاً للعزة والفخر.وهنا اذكر قصة طريفة منسوبة لزمن واحد من السلاطين المشهورين بالحزم والحسم والبأس الشديد… يقال بأن هناك أحد الرجال كان يعايره اصحابه بالقول:”إنت راجل مع منو وما عندك شنب؟ ” فكان حسب الرواية يرد قائلاً “والله انا الما عندي شنب دا ارجل منكم”… فيضحكون ساخرين منه ويكررون نفس السخرية فيرد “في يوم ح اوريكم رجالتكم دي إشاعة ساكت”.
وفي أحد الأيام بينما السلطان كان هو الإمام في الجمعة ، نادى صاحبنا والناس سجود وسط الزحمة “ايها السلطان…”.فقال السلطان”نعم.. من هناك”.قال :”انعل ابوك”. قال السلطان “من انت؟.رد:”انا اب شنب”.
وعند خروج الناس من المسجد في ذلك اليوم كان جنود السلطان، الذين يقفون على البواب يحملون سيوفهم الجاهزة لقطع عنق من شتم السلطان،يتفاجأون بالدم النازف من الوجوه ولم يوجد (اب شنب) واحد في ذلك اليوم… فقد قام كل اب شنب ينتف الشعر بيده!!!.
وبعد يومين ذهب صاحبنا إلى السلطان وقال له ايها السلطان هل تريد معرفة الشخص الذي شتمك يوم الجمعة…قال “نعم.. منو اللي شتمني؟.” قال له (انا الشتمتك). قال له السلطان (ليه؟) فحكى له الرجل السبب…. فضحك السلطان وكاد يقع من الضحك ثم قال (لقد اثبت فعلا أنك رجل بحق وحقيقة وإتضح أنهم جبناء).
عفواً سادتي القراء فليست هناك علاقة بين القصة والعنوان.. لكن بقليل من التمعن نجد أن كل اب شنب في القصة اعلاه قام بما في وقتنا الراهن بـ(دفن دقن) وكل واحد دفن دقنو بالطريقة الصعبة تلك عندما هان عليهم نتف الشعر بدلاً عن إنتظار السيف الباتر!!!.
إن مصطلح (دفن دقن) يستخدم للمواراة عن مواجهة شئ يعتقد إنه خطر أو هو يعبر عن زوغان. فمثلاً الولد الصغير في البيت يدفن دقنو لمن ابوه يجي من الشغل وكذلك فالمرأة (تدفن دقن) في حضور زوجها… حلوة مش كدا إنو المرة تدفن الدقن….
وكذلك من العجائب أن (مسح الشنب) ليس له علاقة بالشنب الطبيعي وإلا ما كنا نسمع بالنسوان اللي بيتم مسح شنب كل واحدة بنفس الطريقة اللي بيتم بها مسح شنب الرجال…. ولغير العارفين لا يتم مسح الشنب هنا بالكريمات والزيوت لكن لغة السوق جعلت هذا المصطلح شائعاً للكل…[/ALIGN]
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1048 – 2008-10-14