والرجل حتى يوم أمس «القريبة دي» وهو يقدم نفسه في مؤتمر الحركة الشعبية مرشحاً للرئاسة ضد سلفا كير نقل إلى جماعة من أهله الشلك أن برنامجه ينقسم إلى هدفين يمثلان حجر الزاوية في «مجاهداته» وهما إكمال عملية تحرير الجنوب والهدف الأهم منه «إعادة بناء مشروع السودان الجديد».
وقد قلنا لكم ــ يا جماعة ــ ويا أهلنا في السودان ويا أهلنا المندكورو ويا أهلنا «المامندكورو» ويا أهلنا الجلابة ويا أيها المسلمون ويا أيها الناطقون بالعربية ويا أيها السودانيون جميعاً.. إن باقان وقومه وشيعته لن يتركوكم ولن يكفي أن تنقلوا لهم البترول ولن يكفي أن تمدوهم بالغذاء والكساء ولن يكفي أن تفتحوا لهم المعابر فهم سيك سيك معلق فيك.. ولن يكفي أن تمسكوا لهم في بلادكم أربعة ملايين من المتخلفين «يعني الذين بقوا» ولم يذهبوا إلى أهلهم ومعظمهم مرضى وعجزة وكسحاء وذوو عاهات وذوو حاجات.. ولن يترككم باقان حتى ولو جعلتموه يلحس العسل من بين أصابعكم فهو بعد أن يلحس سوف يعض الأصابع التي تدخل في فمه..
وها هو الرجل بعد أن ذهب إلى جوبا ظل يقول إنه سوف يعيد تحرير بلادكم.. ويقول للأمريكان إنه يحارب الإسلاميين في السودان ويحرر السودان منهم. طيب كيف سوف يحررنا باقان… والإجابة يعرفها أي «معتوه ومخبول»… سوف يعمل على غزو بلادنا بعد أن يعيد ترتيب قواته وبعد أن يتسلح من مال البترول الذي نقلناه له وبعد أن يرتب أحواله مع ناس عرمان والخلايا النائمة.. عند ذلك سوف يعلن باقان الحرب علينا وسوف يجعل الخرطوم تشتعل بالنيران والثبور وعظائم الأمور.. و لاحظوا أن عرمان قد صرح أول من أمس بأن الأمريكان طلبوا منه أن يؤجل عمليات ضرب السودان إلى حين إشعار آخر..
ولا بد أن يكون باقان جزءًا من ترتيبات الإشعار الآخر الذي ينتظره عرمان..
وباقان أموم «برضو» قال أول من أمس «القريبة دي» إن على حكومة السودان أن «تنسى» حكاية علاقة قطاع الشمال مع دولة الجنوب إن كانت تريد أن تتعاون.. وهنا بالطبع سيكون أمامنا أحد أمرين إما أن «ننسى» فعلاً هذا الموضوع ولا نذكره لا في المحادثات ولا في الترتيبات الأمنية ولا في المصفوفات ولا في الأحلام.. والأمر الثاني أن نسكت عن «الموضوع» ولكن نقوم بكل ما هو لازم وضروري لحسم وردع قطاع الشمال وقطع دابره.. ويبدو أن الأمر الثاني واجب الحدوث وهو أسوأ الفروض.. وإن كان ذلك فلا بد من تحرير كاودا وتحرير كل موقع دنسته أرجل الحركة الشعبية وعملائها ناس عرمان… ولا بد من ضرب قطاع الشمال حتى لو كان ذلك في العمق الجنوبي..
وباقان أموم يرسل إشارات التشجيع لأصحاب النفوس الضعيفة والطماعين والنهمين من أهلنا عندما يشكرهم ويثمن دورهم في تهريب السلع الغذائية والمواد البترولية والطبية إلى دولة الجنوب عبر مقاطعة الرنك حيث ذكرت بعض الجهات أن كثيراً من المواد الاستهلاكية وخاصة الجازولين والبنزين بدأ يتم تهريبها عبر سيارات صغيرة وتتم رحلات متكررة بالعربات والمواتر وعبر العشرة كيلو مترات «من هنا» التي تفصل بين دولة السودان ودولة الجنوب… ويقال إن السيارة يمكن أن تنفذ سبع رحلات في اليوم وينفذ الموتر عشر رحلات.. وكل البضائع تذهب من السودان إلى الجنوب ولا يعود المهرب من هناك إلا «بخفي حنين» «حيث لا توجد بضائع هناك يمكن تبادلها.. والبعض يقولون إن الدفع يتم بالعملة الجنوبية التي عليها صورة قرنق والتي يشتريها «لاحقاً» سماسرة عملة بأسعار أقل.. ويقال إن هناك مكاتب ربما كان أصحابها في مدن دول الخليج العربي تقوم بالدفع للمستحقين عبر تجار عملة محليين.. يعني هذا أن تجار العملة قد بدأوا «الشغل» بالتهريب قبل أن تسمح الجهات الرسمية به.. وبهذا تكون التجارة وتبادل المنافع الذي بشرنا به أهل الحريات الأربع قد تبخر ودخل التهريب في مشاركة مع تجارة العملة.
ونخلص إلى القول بأن باقان على وجه التحديد والقادة الجنوبيين بصفة عامة وناس الحركة الشعبية بصفة أخص لن يتركونا حتى لو قمنا بإطعامهم المن والسلوى.. وسوف يعملون على إنفاذ برنامج السودان الجديد مثلما ورد في «مانيفستو» الزعيم قرنق وبالطريقة التي تم بها الاتفاق مع أحزاب المعارضة وناس كمبالا وتجمع جوبا والجبهة الثورية ويا جماعة نحذركم من الحركة وباقان وعرمان وأحزاب المعارضة «الما وطنية» وتجمع جوبا والجبهة الثورية.. يا جماعة خذوا حذركم ولا تلدغوا من هذه الأجحار.. ويا جماعة إن علاقتنا مع الحركة الشعبية ودولة الجنوب أمر مؤقت سينتهي عندما يتمكنون من الحصول على الدفعات الأولى من أموال البترول.. واعلموا أننا يجب ألا نتوقع كلمة شكراً مهما فعلنا لأن لغتهم أصلاً لا توجد فيها كلمة شكراً.. والناس عندهم فقط نوعان إما أخوك أو عدوك ونحن بالنسبة لهم الأعداء وأنا «أكوك تاع إنت يا هو مافي».
صحيفة الإنتباهة
د. عبد الماجد عبد القادر