كمال حامد : الدوري السوداني الأول إفريقياً

[JUSTIFY]٭ يصاب بالدهشة ويضرب كفاً بكف ويفغر فاه ويكاد يصعق كل من يسمع بأن الدوري السوداني هو الأول إفريقياً، والثاني عربياً ورقم «35» عالمياً.. ولن تزول عنه الصدمة وضرب الكف بالكف ويعتدل فوه وتذهب عنه الصعقة بعد أن تشرح له وتوضح له الأسباب التي جعلت الدوري السوداني في هذه المرتبة المتقدمة من الترتيب الإفريقي والعربي والعالمي، ونتمنى ونحن نعمل للإقناع والشرح والتوضيح والبيان، أن ينسى ولا يتذكر الترتيب الإفريقي والعربي والعالمي للكرة السودانية.. لأننا رقم سبعة وعشرين إفريقياً ولسنا الأوائل، ونحن رقم سبعة عشر عربياً وليس الثاني، ونحن رقم مائة وسبعة عالمياً وليس الخامس والثلاثين.

٭ نعود لنقنع أنفسنا بأن الدوري السوداني الأول إفريقياً والثاني عربياً، أي أن دورينا أفضل من الدوريات في المغرب وتونس والجزائر ومصر وليبيا والسعودية وقطر والإمارات والكويت والعراق، وذكرت هذه الدول العشر لأنها وصلت إلى نهائي كأس العالم، ومنها من فاز بكأس العالم للشباب «تونس» ومنها من فاز بكأس العالم للناشئين «السعودية»، ترى ما الذي يميز الدوري السوداني ويكون الأول إفريقياً والثاني عربياً.
٭ يبدو أن التقييم كان بسبب تفاوت المستوى بين فريقين يحتكران البطولة، والفرق بينهما وبين الثالث أكثر من ثلاثين نقطة، وهنا الدوري السوداني الأول إفريقياً وعربياً.. بل يمكن أن يكون التقييم في كون دورينا يبدأ في فبراير وينتهي في نوفمبر، بينما كل الدول المذكورة يبدأ درويها في يوليو وينتهي في مايو.
٭ يمكن أن يكون من اختارنا الأول إفريقياً والثاني عربياً.. قد تحصل على عدد الشكاوى وحالات التأجيل والكم الهائل من حالات عدم الاستقرار، بل وصول مشكلاتنا وقضايانا للمحاكم في الداخل والخارج، لدرجة أن المحكمة الإدارية العليا في مدينة لوران بسويسرا نظرت خلال السنوات القليلة الماضية قضيتين سودانيتين.. ولا أظن أنها نظرت مثلهما لغير السودان.
نقطة .. نقطة !

٭ يقاس تطور الدول في كرة القدم على سبيل المثال بترتيبها العالمي والإقليمي والقاري، ونحن ترتيبنا معروف ومخجل، ويمكن أن يقاس بما لها من نجوم ومدربين محترفين في الخارج، ونحن هنا أمرنا معروف ومخجل بل صفر كبير جداً.
٭ من يجد تميزاً للدوري السوداني يجعله يغادر الترتيب الأخير ودعكم من الأول إفريقياً والثاني عربياً والخامس والثلاثين عالمياً، نأمل أن يوافينا به.. فقد نرقص ونغني ونهتف مع الراقصين والمغنيين والهتيفة بأننا في المقدمة.
٭ يقول علماء الطب إن الدرس الأول والحل الأوحد في علاج المريض أن يعرف مرضه ويعترف به.. وهو نصف العلاج كما هو مكتوب في المستشفيات العالمية.. أما نحن حين نعتقد ونتوهم أننا الأفضل إفريقياً بل الأول والأفضل عربياً بل الثاني، فإن هذا يعني ألا علاج إطلاقاً.

كمال حامد
صحيفة الإنتباهة [/JUSTIFY]

Exit mobile version