وقال د. السيسي في الكلمة التي ألقاها في أعمال المؤتمر الدولي للمانحين لإعادة الإعمار والتنمية في دارفور إن مؤتمر الاستثمار المرتقب يأتي استجابة للرغبة القوية التي أبداها رأس المال الأجنبي للاستثمار في دارفور نظرا لما تتمتع به من موارد طبيعية متنوعة، واعرب عن أمله بأن يكون مؤتمر الاستثمار في دارفور مدخلا لاستكشاف الفرص العديدة التي يتيحها الإقليم للمستثمرين. كما أكد أن أهل الإقليم ينتظرون الكثير من مؤتمر المانحين في الدوحة حيث تطرح فيه استراتيجية التنمية المستدامة هناك وهي ترتكز على ثلاثة محاور تشمل عشرة قطاعات تغطي كافة مناحي الحياة .
وقال سيادته “إننا نتوقع من مؤتمر الدوحة دعما سياسيا لهذه الاستراتيجية مصحوبا بالدعم المادي والفني والعيني لإنفاذ برنامج إعادة الاعمار والانعاش المبكر والتنمية في دارفور وان يؤكد المؤتمر دعمه غير المحدود للعملية السلمية في دارفور وان يسعى لإكمال بنائه”. كما نبه إلى ضرورة حشد الامكانيات الفنية والمادية في المؤتمر وعلى أوسع نطاق ممكن لانفاذ استراتيجية تنمية دارفور والتي سيتمكن بها الاقليم من تجاوز مرحلة عصيبة بلغها خلال سنوات الحرب العشر.
وأشار رئيس السلطة الاقليمية لدارفور الى ان المشروعات التي تحتويها الاستراتيجية نبعت من القاعدة وتمت تبعا لذلك دراستها بعمق لانها تمثل جزءا مهما من مطالب أهل المصلحة خلال مراحل إعداد الاستراتيجية وثبتت جدواها لتعزيز جهود العودة الطوعية والانعاش المبكر والشروع في إحداث التنمية الشاملة مضيفا أن إسهامات المانحين في هذا المؤتمر يُعول عليها لتغيير الواقع لتوفير الخدمات الأساسية من مياه وصحة وتعليم إلى جانب إقامة البنى التحتية ليستفيد منها كل المتضررين من الحرب .
وأعلنت الحكومة البريطانية اليوم عن تقديم مساعدات مالية بقيمة 67 مليون جنيه استرليني للسودان بهدف المساعدة على مكافحة الفقر والجوع في عدة مناطق وخاصة في دارفور وتقليص اعتمادها على المساعدات الدولية بحلول عام 2015.
وأكدت الوزيرة المكلفة بالتنمية الدولية لين فيثرستون في بيان إن المساعدات المالية التي ستوزع على مدى ثلاثة أعوام تهدف إلى مساعدة الفقراء في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان على مواجهة الآثار المترتبة عن النزاعات والكوارث التي يتسبب فيها الإنسان.
وأوضحت أن المساعدات البريطانية ستضمن حصول ثلاثة ملايين شخص على الرعاية الصحية والغذاء سنويا إضافة إلى توفير المياه الصالحة للشرب لفائدة 7ر1 مليون شخص مضيفة أن المساعدات ستضمن أيضا حصول 5ر1 مليون شخص على إمدادات الطوارئ الغذائية وتوفير مأوى للطوارئ والمستلزمات المنزلية الأساسية لأكثر من 2ر1 مليون شخص .
وأشارت فيثرستون إلى إن نجاح البرنامج البريطاني لتقليص اعتماد دارفور على المساعدات الإنسانية خلال الأعوام الثلاثة المقبلة يجب أن يسهم في ضمان الغذاء بشكل دائم لفائدة أكثر من 500 ألف شخص عبر تعليمهم الزراعة وتوفير البذور وتحسين طرق الري، وأضافت إن البرنامج يهدف كذلك إلى تمكين 800 ألف شخص من المساهمة في جهود التنمية بشكل مباشر وإعطائهم قدرا اكبر من المراقبة ومحاسبة المسئولين على القرارات التي يتخذونها .
وبينت أن المساعدات البريطانية ستوزع عن طريق المنظمات التابعة للأمم المتحدة وعدد من المنظمات غير الحكومية محذرة من أن تجدد النزاعات العرقية في دارفور هذا العام تسبب في نزوح عشرات الآلاف من مناطقهم .
وشددت الوزيرة البريطانية على أن حكومة بلادها ستواصل مساعيها الحثيثة لمساعدة دارفور والمنطقة ككل للخروج من الأزمات الإنسانية التي تعاني منها منذ بداية الصراع عام 2003 داعية المجتمع الدولي والمانحين إلى الإعلان عن مزيد من المساعدات والمساهمة في مكافحة مسببات الصراع والفقر في المنطقة خلال مؤتمر المانحين الذي يعقد حاليا في قطر.
وحثت من جهة أخرى الحكومة السودانية على لعب دور ايجابي في إنجاح الجهود الدولية عن طريق تسهيل دخول وتنقل موظفي الإغاثة ومساعدة سكان دارفور على إعادة الأمن إلى مناطقهم والشروع في بناء حياتهم من جديد .
سونا