بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام علي اشرف الانبياء والمرسلين
سيدنا محمد وعلي اله وصحبه اجمعين
فخامة الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة
السادة المعالي الوزراء واعضاء الوفد المرافق لفخامته
السلام عليكم
يشرفي فخامة الرئيس ان ارحب بكم غاية الترحيب في بلدكم الثاني السودان بل لا اخفي علي فخامتكم شعوري المفعم بالفخر والاعزاز بمقدمكم الميمون لزيارتنا وتفقدكم الاخوي لاحوالنا في جنوب الوادي وذلك رغم ماتمر به مصر الشقيقة من ظرف دقيق في هذه المرحلة الصعبة من تاريخنا والتي نعلم تعقيداتها ، الا ان ثقتنا في الله تعالي وفي حكمه وحنكة فخامتكم وفي ذكاء الشعب المصري الشقيق كافة لان تتجاوز مصر هذه الصعوبات العارضة.
وننتهز هذه السانحة لنشكر جمهورية مصر العربية الشقيقة علي مواقفها الايجابية تجاه قضايا السودان الداخلية ووالمشرفه لنا في المنابر اقليمة ودولية لا سيما مسيرة السلام والاعمار في دارفور وقد كان لما جاء في كلمة فخامتكم في القمة العربية الاخيرة بالدوحة في هذا الصدد صدى طيبا في نفوس السودانيين عامة ومواطني دارفور علي وجه خاص كما اثلج صدورنا وزادنا ثقة في مصر الشقيقة قيادة وشعبا.
وعلي صعيد علاقتنا الثنائية فاننا نثمن عاليا ، فخامة الرئيس ، اهتمامكم الشخصي وتوجيهاتكم السامية والسديدة بدفع عجلة التعاون بين شمال وجنوب الوادي وتوسيع مجالاته افقيا وراسيا تحت مظلة اللجنة العليا المشتركة ، فكانت ثمرة ذلك ان ناهزت عدد اللجان الفنية المشتركة ثمان وعشرين لجنة فرعية تغطي مختلف مجالات التعاون بين السودان ومصر . وهي شبكة كثيفة من المصالح لا تتوفر الا في علاقاتنا مع الشقيقة مصر وذلك للخصوصية التي تميز هذه العلاقات . وفي هذا السياق نؤكد لفخامتكم حرصنا علي بناء علاقات استراتيجية مع الشقيقة مصر تقوم علي ارضية صلبه من التفاهمات والاتفاقات والآليات المشتركة الفاعلة بشكل يمكنها من مواجهة التحديات وتجاز الصعوبات المثالة والمضي قدما نحو خلق مناخ صحي وبناء قواعد راسخة لتبادل المصالح والمنافع علي كافة المستويات وتحت كل الظرف وفي هذا الجانب وانطلاقا من قناعتنا الراسخة نتقدم لفخامتكم وبمناسبة زيارتكم الميمونة للسودان بمقترح ترفيع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لمستوى رئيسي الدولة ، ذلك من شأنه ان يؤمن المزيد من قوة الدفع والانفاذ والمتابعة لما هو قائم ومدرج وقادم من مشروعات في ملفات التعاون بين بلدينا . وتعلمون فخامتكم ان غاية ما نطمح له في هذا المنحي قيام تكامل حقيقي بين الموارد السودانية والخبرة المصرية في مختلف مجالات التعاون مثل مشروعات توفير الامن الغذائي لشعبي وادي النيل وللمنطقة العربية باسرها بالاضافة الي رفع سقف الاستثمارات المتبادلة وتسهيل انسياب حركة البضائع والمواطنين عبر المنافذ الحدودية وغيرها من المشروعات الاستراتيجية وفي اطار التعاون العدلي نقترح ان نعمل سويا لتوقيع اتفاقية لتبادل المحكومين في البلدين .
نرحب بكم مرة اخري فخامة الرئيس مؤكدين لفخامتكم حرص السودان التام ودعمه الكامل لاستقرار الجارة مصر وعلي استعداده لتسخير كافة مقدراته البشرية والمادية لتحقيقها من غاية نبيلة فان ما يعتري مصر من خطب يضام منه السودان كما نتطلع وباهتمام بالغ فخامة الرئيس لان تستعيد مصر ادوارها الايجابية والفعالة في المنطقة بعد أن اصابها الركود لفترة طويلة خدمة لمصلحتها ولمصلحة دول المنطقة خاصة في افريقيا وفي هذا الصدد نتطلع الي دور ايجابي في جنوب السودان ودور مصري ايجابي في المحافل الاقليمية والدولية يرفع من مكانه الامه العربية الاسلامية وعزتها ومساهمتها في تحقيق العدل والسلام في العالم .
في الختام نكرر الشكر لفخامتكم علي تلبية دعوتنا لزيارة السودان مما يدل علي تقديركم واهتمامكم المعهود.. وهو ما سيدخل بلا ريب ، السرور والانشراح لدى الشعب السوداني الذي ظل ينتظر هذه الزيارة التي ستضفي حميمية ودفئا علي العلاقات الازلية بين السودان ومصر .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
سونا