ولم أخلدك جرحاً في قواميس اللغة ..
أنا لم أعانيك أبداً ولم أكترث لعاصفة الشوق التي تقلب في صفحاتي يمنة ويسرى لتفضحني أمام القراء..
أنا لم ألتمس لك العذر أبداً حينما حرضتني عليك ذاكرتي وعضت أصبعها ندماً على ما آل اليه حالي وأنا أنظر لك ايها القريب الذي يبتعد شيئا فشيئاً.. كل ما فعلته هو أنني أدرت مؤشر الراديو الخاص بنقل أخبارك في تلكم الذاكرة منذ لقائنا حتى الآن، وأشحت بنظري بعيداً عن ما تلمح له هذه الأخبار..
في مقدمة نشرة هذا المساء الصاخب بك:
القصائد تعلن استنفارها تحديا للصمت الذي باغت أفواه المشاعر..
وعلى جانبي الطريق إليك أيضاً هذا الخبر الذي تناقلته جميع الأماكن التي أعلنتك عليها ملكاً قبل وقت ليس بالبعيد..
الخبر الذي اجهشت له الأقلام باالبكاء واستيقظت على إيقاعه المؤلم أسراب الدموع:
إنك اشتقت إليَّ..
هذا ما لم تتوقعه هذه الأنثى القابعة بين ثنايا العجز..
فثمة ما لا يمكن توقعه من إحاسيس يمكنه أن يقتحم الفضاء ويطيح بجميع التوقعات، مثلما تطيح فرقنا الرياضية بعشرات التوقعات!!
إن تفتقدني وأنا لا أزال أتربع على أعتاب الحضور.. أو ان يجردني الصمت لساني لأرد عليك بذات الشوق.. سيان عندي.. فأنا امرأة ليس لها إلاك في هذه الدنيا.
لذا لا تحدثني عن الشوق، لأنه لمجرد الحديث عن الشوق تسترق الأحزان النظر إلى أفراحي وتجيء.. لأن الشوق مرتبط بالألم، وأنا أكثر احتمالاً للألم ما دمت أنا من يعانيه.. ولكني لا أحتمله عندك.
تحدثني عن السعادة مراراً وتكراراً، وتعرف الكثير عن دواعيها عندي.. ولكن ما لا تدركه أنت أن سعادتي بك لا تدانيها سعادة حينما تبتسم مسروراً فتخرج البهجة من عينيك.. فاتذكر الرائع “شرحبيل” وهو يردد:
البهجة في عينيك
فسر عليك الله
البهجة من البيك
ولا البقولو عليك
شايفنو في عينيك
وأنا لا أحتاج منك لتفسير، طالما أن البهجة هذه تخرج من عينيك جهراً..
أتضرع لله كلما سجدت، وأدعو لك من صميم القلب، كما عودتني أنت، فأجد في انسياب الدمع حين السجود – وأنا أرجو الله لأجلك – متعة لا تقدر بثمن.
حسناً..
إذن لكل شيء يكون لأجلك نكهة العشق..
إذن لماذا تراني ابتدرت كتابتي بهذه البداية وأنا أدرك لعبة البدايات والنهايات جيداً؟
أتدري لماذا؟!
لأني قرأت اليوم عن كذبة أبريل.. فآثرت أن أكذب عنك مرة في أحد (الأباريل).. وليكن في ذلك عبرة للذين عبثاً يسيئون التوقع..
لأني أتوقعك صدقاً على مدار العمر..
صحيفة المجهر السياسي