وفي ذات المقعد تجلس اليوم امرأة يقول عنها المقربون إنها من المسالمات اللاتي لم يشهد لهن تاريخ العمل أنهن واجهه لدفع الصراع أو درء المخططات التي تحاك، وأن الدولب تتميز بقلب طيب للغاية، ربما يكون هذا سببا أن تمر كثير من الأشياء تحت جسر عفويتها وطيبتها الزائدة، وحتى خلفيتها الإسلامية (القحة) تقوم على السماح الدائم والعفو والصفح، وأن دهاليز الوزارات لا تتناسب مع هذه القيم السمحة والفاضلة .
ومن المعلوم أن حزم أميرة لحقائبها رحيلا من الوزارة واستقالتها لم يكن أمرا عاديا، وأن ثمة أشياءً كثيرة عجلت باستقالتها، فهذا يعني أن الدولب يجب ألا تعتقد أنها تدخل وزارة الأوراق فيها تنام في الأدراج رضا وتراضٍ وأن المستندات فيها لا تختصم وأن التقارير لا تتشاجر، على العكس هناك كثير من الحروف تتقاطع وتتشاحن العبارات.. وأن أميرة تركت خلفها كثيرا من الأسرار التي يجب أن لا تتفاجأ بها الوزيرة المثالية؛ لأن المعارك تحتاج إلى شخصية أخرى يجب أن تتكون من الآن داخل الدولب، ويجب أن تخلع عباءة براءتها حتى تستطيع أن تكون حجما للمسؤولية ليست بالكفاءة، بل بالصمود وفرض الشخصية .
كما لابد أن تعي الوزيرة الجديدة أن هذا العام هو عام الوزيرات جدلا ونقاشا واتهاما، وأن التربة خصبة للغاية حتى تنبت صراعا، فلابد أن تستعد لخوض تجربة جديدة تختلف عن كل ما شغلته من مناصب. فالوزارة ليست مركزا للدراسات يتوسط منصته الفرد لتوزيع الفرص للمتحدثين في قضية ما.. يُمارس فيها أدب واحترام الآخر، ويظهر فيها بثوب أكثر سماحا، فتقلُّد منصب في هذا الوقت بالتحديد يحتاج ذات الثوب نعم ولكن على أن يكون هنالك حزام في الوسط يعني الاستعداد والقوة، فما هو فات ماضٍ سيتبعك، وما هو آت ربما يكون أكثر حاجة لشخصيتك الأخرى التي نريد.
طيف أخير: قلت لي.. إنك ما عدت تحلم بي.. وفات عليك.. أنني أصبحت يقظتك !!صحيفة المشهد الآن
صباح محمد الحسن