تباً للمالَ الذي يُغري البشرَ ببيعِ الغالي بحِفنةِ نقودٍ! وتباً لطمعِ النفوسِ التي لا تكتفي بِما لديها مِن نِعمٍ بلْ تسعى للإستحواذِ على كُلِ المآثرَ فلم يعُدْ يكتفي بعضُ البشرِ بالثراءِ بلْ يسعوونَ لنيلِ العِلمِ ويدفعونَ لهُ ثمناً بخساً مِن أموالِهِم التى لا تأكُلها النارُ
أنْ يكونَ هُنالكَ تزويرُ وفبركةُ في الشهادات فهذا أمرُ شاعَ وإنتشرَ وأصبحَ الكثيرُ مِنْ حملةِ شِهاداتِ (الزورِ) يتصدرونَ واجهةَ مُجتمعنا ويشغلونَ أهمَّ الوظائفَ اللامعةِ ويُشارُ إليهِم بالبنانِ وماهُم إلا مُجردَ فُقاعةٍ خاويةٍ مِن العِلم، فكُل من هبّ ودب يحملُ شهادات عُليا مِن جامعات معروفة وغير معروفة دون أن يُعرف لها ولادة شرعية أو نسبُ شريفُ، و كذلك فإن البعضَ يقومُ بسرقة البحوثِ ومُستخلصاتها سواءً عنْ طريقِ نسخها مِن مواقعِ الإنترنتِ أو إقتباسها مِن البحوث المُدرجة في المكتباتِ الجامعيةِ والعامة و هذا أمرُ ليس بالجديد بلُ هو مُتعارف عليه فى كُل الجامعات ويتمُ التعاملُ معه بحسمٍ و مُعالجة إفرازاتِهِ بموضوعية، ولكنَ الأمرَ الأكثرُ خطورةً والذى يستشري كالورمِ الخبيثِ دونَ أنْ نُحسُ بِه هو أنْ يُسّخِرَ بعضُ رُموز العِلم بالجامعات، المخولين بكونهم مُشرفين على رسائل الدكتوراه والماجستير مجهودهم العقلي والذهني ويستثمرونه ببيعه لأثرياء الخليج، فهذا عينُ الدمار لأسماء جامعاتنا اللامع في فضاءات العِلم.
إذا لم تُحسم هذه الظاهرةُ الخطيرةُ فسيأتي يومُ نفقدُ فيه العِلمَ والصيتَ … والشرفَ! و لنْ تنقضي بِضعُ سنواتٍ حتى تنتشرُ تِلك السُمعة السيئة كالرائحةُ النتنة وتقضي على ما تبقى مِنْ حُطامٍ لجامعاتنا الكُبرى فيصبحُ مِنْ الصعبِ الوثوقِ في شِهاداتها ودرجاتها العِلمية، لذا فقد وجب التقصي والتحقق مِن البحوث العِلميةِ التى يُجريها الوافدون العرب في الجامعات السودانية العريقة والتأكد بأنهم يستحقون تِلك الدرجات قبل منحِهم إياها، فجامِعاتنا لها تاريخُ غيرُ قابلٍ للعرض فى سوق النِخاسة العلمية إذ لم يتبق إلا شعرةُ لتقصم ظهر بعير سُمعتِها حتى بتُ أخشى من أن أسمع قريباً عن تأجير وبيع بالتقسيط المُريح للبحوث و الدرجات العِلمية مِن جامعاتنا السودانية.
همسات- عبير زين
[email]abeer.zain@hotmail.com[/email]