المشروعات الإنتاجية توقفت عنالإنتاج ولست في حاجة للتذكير بمشروع الجزيرة ولست في حاجة لذكر السكة حديد، ولا أجد ضرورة لذكر خروج النيل الأزرق وجبال النوبة من دائرة الإنتاج نسبة لتردي الأوضاع الأمنية في كليهما، كل هذا تخطيناه بعد أن قدم لنا النظام مقصوفته التي أول إعلانها قضت على السيد الدولار، ولا أدري ما الذي سيحدث عندما يتم تطبيقها عملياً، ويهنأ جنوب السودان بتصدير ثلاثمائة ألف برميل رأس مال الدولة الوليدة، وكيف سينطلق اقتصاد السودان بعد أن يعبر أراضيه بترول دولة الجنوب؟. لا يساورني شك في أن هناك قوى تتحكم في سعر الدولار ارتفاعاً وانخفاضاً، لأن الارتفاع والانخفاض يحكمهما الطلب، ففي السودان أصبح الدولار سلعة في حد ذاته، ومتطلبات السودان من السلع الغذائية والوقود والدواء ومدخلات الإنتاج لم تنخفض، فما الذي خفض الدولار، هذه واحدة، والثانية أن الأسعار لم تنخفض حتى بعد أن ضربت المقصوفة الدولار في مقتل بمجرد إعلانها، والويل كل الويل للدولار بعد أن يتم تطبيقها على أرض الواقع. والمقصوفة هذه هي إحدى آخر الغام سيئة الذكر نيفاشا، والتي بدأت في الانفجار بعد أن ظن الناس أنهم تخلصوا منها، ولكنها كما ذكرت من قبل بعد انفصال الجنوب أن نيفاشا قد بدأت في ذات يوم الانفصال!!
إنها اتفاقية استسلام المنتصر دون قيد أو شرط، فكل البيانات التي أصدرها جيشنا الباسل عن المعارك في الجنوب كانت تشير إلى ذلك، وقد سطرت بطولات جيشنا ومجاهدينا بأحرف من نور، فواحسرتاه على الميل40. الجيش المنتصر قررت نيفاشا سحبه من الجنوب حتى لا تكون للسودان سيادة على أرضه فنيفاشا أعطت الجنوب استقلاله يوم أن تم توقيعها، وحتى تداري هذه السوءة اتهمت صحيفة «الإنتباهة» واعتبرتها الجهات التي وقعت للانفصال قبل وقوعه بست سنوات على أنها السبب الرئيس في الانفصال!! والشينة منكورة!!. فإذا كانت نيفاشا قد فصلت الجنوب فإن وليدتها غير الشرعية المسماة بالمقصوفة سوف تبعثر ما بقي من السودان، وسوف يتحقق ما يعرف بمثلث حمدي الذي سيصبح حقيقة بعد أن ظنه الكثيرون وهمًا وسرابًا!!. أمريكا قبل عدة سنوات وضعت خارطة جديدة لما يُعرف بالسودان فقسمته عدة أجزاء ونظريتها في ذلك أن السودان يملك من الموارد ما هو أكبر من طاقاته لذلك يجب تقسيمه إلى عدة دويلات متنافرة ومتناحرة. عند غزو العراق كان الهدف تقسيمه إلى ثلاث دويلات سنية وشيعية وكردية، لكن توجب على أمريكا دفع ثمن ضخم لهذا الغزو، فقد كانت الخزينة الأمريكية تدفع مليون وربع مليون دولار في الساعة ثمناً لذلك الغزو الأمر الذي أدخلها والعالم في الأزمة الاقتصادية، وتقسيم السودان لم يحتج لهذا الكم الهائل من الأموال، فنيفاشا وابنتها غير الشرعية المقصوفة كفيلتان بذلك ودون أن تخسر أمريكا بنساً واحداً!! كل ما تم من تنازلات كان بناءً على وعود برفع العقوبات وإزالة السودان من لائحة المبشرين بنار أمريكا والموعودين بجنتها، ولم يتم أي من الوعود الأمريكية الكاذبة. وستقوم أمريكا إن شاء الله برفع العقوبات عن السودان بعد تنفيذ مخططها بزواله، فليس من المعقول أن تحتفظ بعقوبات على دولة لا وجود لها على الخارطة السياسية، ففي ذلك اليوم فقط ستُرفع العقوبات ولن يكون هناك سودان يحتاج إليها!!. والمصفوفة التي نراها ليست ما تؤفكه نيفاشا ولا عملاء الأمريكان أمثال أمبيكي الذي أُجبر على الاستقالة من الرئاسة في جنوب إفريقيا، المصفوفة التي يريدها الشعب السوداني، تتمثل في العدل والسلام الدائم، وتتمثل في حكومة تقدم للمزارع الماء ومدخلات الزراعة وللراعي المرعى، ولكل هؤلاء العلم والخدمات الصحية، وهذه مصفوفة ليس في مقدور السياسيين لا حاكمين ولا معارضين تطبيقها، هذه المصفوفة يطبقها أهل العلم والمعرفة من التكنوقراط، مع مجلس عسكري يدير شؤون البلاد السياسية، خلال فترة لا تقل عن خمس سنوات تكون فيها المشروعات الزراعية قد نهضت من جديد، وتكون السكة حديد قد ربطت أرجاء السودان بعضها ببعض سياسياً واقتصادياً واجتماعياً كما كان الحال منذ أن تم إنشاء السكة الحديد في العام (1897)!! تقوم حكومة التكنوقراط بتعمير ما تهدم ويقوم المجلس العسكري بجانب إدارته للحكومة بجمع الصف الوطني في مؤتمر يجمع كل الفصائل السياسية ليضعوا ثوابت متفقًا عليها ينبثق عنها دستور يحكم البلاد وليس كما حدث منذ الاستقلال حتى الآن يتم الحكم على أمزجة سياسيين لا يلتزمون بمنهج ولا قانون، حينها فقط لن نحتار فيمن نختار لحكم البلاد وسنفارق حينها تلك الشخصيات التي تظن ويظن معها البعض أنها ما وُلدت إلا لتحكم!! وليكن سؤالنا الصحيح كيف يُحكم السودان لا ذلك السؤال القميء من يحكم السودان؟!
صحيفة الانتباهة
[/JUSTIFY]