إسحق أحمد فضل الله : القاضي يعتقل الفتاتين (بالتهمة الأولى فقط) !!

[JUSTIFY].. والجملة التي تدير رأس السودان كله أمس.. في خطاب البشير.. جملة لا وجود لها في النص المكتوب.
.. وجملة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الرئيس يحتفظ بها في ذاكرته وهو يصافح رئيس المحكمة الدستورية وقضاة في مكتب أحمد إبراهيم الطاهر.. والفريق بكري يُطلق النكات.
.. والبشير يقطع حديثاً مملاً عن السكر.. ويرفع رأسه عن اللوحة الإلكترونية التي تحمل الخطاب ويعلن إطلاق سراح المعتقلين.
.. والبشير كان ــ في حقيقة الأمر ــ يعلن إطلاق سراح الدولة.

(2)

.. وخطاب البشير أمس.. وخطاب نائبه الأستاذ علي عثمان الأسبوع الماضي جملتان في خطاب واحد.
.. وعلي عثمان وهو يتصيد علي الحاج ويعيده.. ثم اعتقال قادة الفجر الجديد.. بتهمة (التخطيط لعمل ضد الدولة) ثم إطلاق سراحهم الآن هي جملة في خطاب واحد يقول
: نطلق سراح قادة الفجر الجديد لأن (التخطيط لعمل ضد الدولة) لا يشكل جريمة ما دام شيئاً لا يتجاوز التفكير.
… لهذا لا جريمة..!
.. والدولة تطلق حلقومها ببراعة من أصابع خطأ كان يعصر حلق الحكومة هذا.
.. والبرلمان كان ينتظر جملة من البشير عن (الترشيح القادم) للرئيس.
.. والرئيس لا يقول.. لكن جهات دقيقة كانت تقول إن
: دكتور غازي طبيب وليس فقيهاً دستورياً..
.. والفقرة (57) من الدستور وعن الرئيس.. هي فقرة تقول
:(أجل ولاية رئيس الجمهورية هو خمس سنوات تبدأ من يوم توليه لمنصبه.. ويجوز إعادة انتخابه لولاية ثانية فحسب).
.. وكلمة (انتخاب) تصبح هي المفتاح.
.. فالرئيس ــ في الولاية الأولى ــ لم (ينتخب) بل كان رئيساً توافقياً لفترة انتقالية تقتسم مع الجنوب.
.. و(نص) كلمات الدستور يعني أن الرئيس لم يُنتخب في فترة ثانية.. بعد.

(3)

.. وقطاع الشمال يجعل كلمة (المشورة الشعبية) تفسيراً يذهب إلي (الحق في استفتاء انفصالي).
.. بينما الدولة تجعل للكلمة تفسيراً يوقفها عند (مشورة عما إذا كانت التنمية كافية أم لا).

(4)

.. وتفسير النصوص يجعل الدولة عام 1992 تكاد تفقد اتفاقية الخرطوم لأن فتاتين كانتا تمشيان في سوق الخرطوم (2)..
.. وصباح إعلان التوقيع على اتفاقية الخرطوم القاضي (يحيى) الذي يعبر سوق الخرطوم جنوب يفاجأ بفتاتين ــ من الجنوب ــ ملابس كل منهما وجمال كل منهما (فضيحة كاملة).
.. والقاضي يعتقل الفتاتين (بالتهمة الأولى فقط)!!.
.. وفي مكتبه والقلم في يده يسأل الأولى في صرامة: اسمك؟!
قالت: ريتا رياك مشار.
.. والقاضي يبتلع ريقه.. ويسأل الأخرى.. اسمك؟
قالت: ماري أروك طون أروك.
.. والقاضي يرفع الجلسة ويسرع الى قاضٍ شهير ليصرخ مستنجداً
: أنا طرشقت الاتفاقية!!
.. والقاضي الآخر يُفلح في التعامل مع الأمر.
.. بعد ساعة كان مشار وأروك طون يدخلان مكتبه ونسخة من خطاب ضجاج إلى البشير بين أصابع الرجلين.. وهما يصيحان في سخط
: لولاك يا مولانا.. لولاك يا مولانا.
.. السودان ــ بخطاب البشير يعلن الدخول إلى مرحلة أخرى.
.. وشيء تديره (كولمبيا) للسودان سوف يعلن دخول السودان مرحلة أخرى.
.. نقصها.

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version