ولدى سؤاله بشأن تراخيص النفط والتعدين التي منحها الرئيس المخلوع فرانسوا بوزيزي لشركات صينية وجنوب افريقية قال جوتوديا سأطلب من الوزراء المعنيين النظر فيما إذا كانت الأمور سارت بشكل سيئ في محاولة للتدقيق في العقود . وأضاف أنه سيطلب من فرنسا القوة الاستعمارية السابقة والولايات المتحدة، المساعدة في إعادة تدريب جيش افريقيا الوسطى الذي يفتقر إلى الانضباط ويعاني انخفاض الروح المعنوية وأطاح به مقاتلو تحالف سيليكا المتمرد بسهولة . وقال جوتوديا سنعول على الاتحاد الأوروبي لمساعدتنا على تنمية هذا البلد مضيفاً أن نحو 80 في المئة من المساعدات الأجنبية لبلاده تأتي من الاتحاد . وأضاف عندما تعثرنا وقف الاتحاد الأوروبي بجانبنا . لن يتخلى عنا الآن . وتعكس تصريحات جوتوديا على ما يبدو عدولاً عن مسار سلفه بوزيزي الذي أقام علاقات وثيقة مع جنوب إفريقيا ووقع معها اتفاقية دفاع مشترك جديدة في يناير/ كانون الثاني الماضي . ورغم ما تتمتع به افريقيا الوسطى من احتياطيات من الذهب والألماس والنفط واليورانيوم إلا أن هذه الموارد لا تزال غير مستغلة إلى حد بعيد وتعد الجمهورية من أشد دول العالم فقراً .
من جهة اخرى عبر رئيس الاساقفة الكاثوليك في بانغي المونسنيور ديودونيه نزابالاينغا عن قلقه من وصول مسلمين الى السلطة في البلاد . لكنه رفض اللغط بشأن النزاع هل هو سياسي أم ديني، وقال إن انتهاء الأزمة ليس دينيا لكنه سياسي . أوحت كلمات وتصرفات تجاه الطوائف المسيحية بأنها أزمة دينية . وقال القس نيكولا غيري كويامي الذي يترأس تحالف الانجيليين في افريقيا الوسطى إن ثمة ابتزاز يجب تلافيه يقول مع مسلم في الحكم سنؤسلم البلاد . وقال ان السلطات الجديدة ليست هنا لهدف ديني بل لهدف سياسي . وعليها ان تقدم برنامجها السياسي لإقناع الشعب .
ورأى الامام عمر كوبلين لاياما رئيس الطائفة الاسلامية في افريقيا الوسطى من ناحيته انه يجب عدم كسر هذا التعايش القائم منذ اكثر من خمسين عاما . وقال اطلب من المسلمين عدم القول اليوم جاء دورنا . ليس هناك اي دور فنحن جميعا مواطنون في افريقيا الوسطى . وعلى قادة سيليكا الاخذ بالاعتبار مبادىء الاسلام، الاسلام لا يشجع على الانقسام ولا على عمليات السرقة والنهب . وخلص الى القول لا تدعوا تصرف بعض عناصر سيليكا يبرر اولئك الذين ارادوا ان يجعلوا من هذا التغيير مشكلة دينية، لأن أناسا تسببوا بلغط ديني بقولهم انهم جاؤوا ليفرضوا الوهابية او التشدد الاسلامي .
وكان جوتوديا الذي أعلن نفسه رئيساً منذ أسبوع، ليصبح أول رئيس مسلم للبلاد، قال الجمعة ان إفريقيا الوسطى دولة علمانية . يعيش المسيحيون والمسلمون في دولة علمانية . صحيح انني مسلم لكن من واجبي خدمة وطني، جميع مواطني افريقيا الوسطى . وشدد على القول لم آت من اجل المسلمين، ولم آت فقط من اجل المسيحيين جئت من أجل الجميع . لكنه اقر بأن بعض الاشخاص من اصحاب النيات السيئة ارادوا جر البلاد الى نزاع ديني .
يذكر ان في افريقيا الوسطى خمسة ملايين نسمة، 45% منهم من البروتستانت و35 بالمئة من الكاثوليك و15 بالمئة من المسلمين، غالبيتهم يتحدرون من الشمال الذي ينطلق منه التمرد، و5 في المئة من الارواحيين . وقد تعايشوا على الدوم من دون مشاكل تذكر .
الخليج
[/JUSTIFY]