أعود لما قاله الدكتور علي الحاج بإنه يعترف أن ثمة أخطاء حدثت في الماضي هو شريك فيها بالطبع، بحكم أنه كان شريكاً في الحكم، وهذا اعتراف جميل، لكن أحس أنه متأخر، وإن كنت لا استغرب دكتور علي الحاج في ذلك باعتبار أن الاعتراف بالأخطاء عندنا في السودان لا يحدث إلا في حالتين الأولى أن يجد المسؤول نفسه في حالة دفاع عن النفس حيال اتهام يوجهه له الآخر، وعندما يلعب الكوري ضفاري ويكشف المستور، وعليّ وعلى أعدائي، وهذا يشبه لحد كبير ما يدور الآن في معركة حامية بين وزيرة العمل وبين نقابة العاملين بالوزارة.. أما الحالة الثانية أن يخرج المسؤول من منصبه ويكون لا سبق ولا أكل النبق.. وبالتالي هو حانق من إعفائه من المنصب الذي يوفر له المرتب والمخصصات والعربيات الميري، فيكيل الاتهامات يميناً شمالاً، وداك كان غلط وداك فيه فساد.. طيب يا بارم ديله أو بارم شنبه لماذا لم تجهر بهذا الرأي الإصلاحي وأنت على كرسي القرار؟ وكان بإمكانك أن تجاهر بالفعل أو بالقول، وهذا أضعف الإيمان لتؤكد وتثبت المباديء التي تؤمن بها، بدلاً من الحديث بعد الخروج من اللعبة، وكان بامكان صاحبنا أن يلعب هدفاً ملعوباً واستروبياً كمان!! ولعليّ قد حاولت وبذلت التفكير في أن أصنف الحديث الذي أدلى به الدكتور غازي صلاح الدين للصحف، بأنه يؤيد أن يتقدم الشباب الصفوف في المرحلة القادمة، وهذا معناه وبالواضح الما فاضح أن الجالسين من شيوخ الانقاذ على كابينة القيادة عليهم أن يترجلوا ويرفعوا فرامل اليد، ويفسحوا المجال لغيرهم.. وهو حديث في ظاهره منطقي باعتبار أن وجود الشباب في المرحلة المقبلة مهم، لكن بالتأكيد أن خبرة الشيوخ وتجاربهم أكثر أهمية، والعمل السياسي ليس علماً يدرس ولا شهادة تطلِّع ده الأول وده الطيش، لكنه خبرة وممارسة ومسيرة في دهاليز التجارب والمواقف والأزمات.. أقول إن حديث دكتور العتباني منطقي، لكن لماذا لم يقله إلا بعد أن ابتعد عن كابينة القيادة، وعن المطبخ الذي تعد فيه الوجبات المسبكة والسريعة، يعني من حقي أن اتشكك في مقاصد هذا الكلام، خاصة وأنني بالمناسبة قد اعطيت صوتي للأخ غازي في الانتخابات الأخيرة عن دائرة بحري، إلا أنني لم أشاهد الرجل نائباً عن الدائرة في أفراحها أو أتراحها، اللهم إلا إن كان الرجل بينا أو بلانا هو موجود في الساحة السياسية، وليته إن كان هذا منطقه قدم بديلاً عنه شاباً من شباب الدائرة أكثر حراكاً وتفاعلاً وارتباطاً بجماهيره التي يمثل كياناتها المختلفة!!
على العموم أقول للإخوة المسؤولين على أعلى مستوياتهم، من كان يرى منكم منكراً فليغيره، وهو يملك سطلة التغيير والإصلاح، وهو باقٍ في منصبه.. أما إن ظل ساكتاً فنرجو أن «ينقطنا» بسكاته، إن أعفي أو أبعد لأن حديثه عندنا سيكون مشكوكاً في نواياه!!
٭ كلمة عزيزةرغم أن حكاية «يحدد شروطه دي» ما مريحاني، إلا أن إبداء الدكتور الترابي رغبته للقاء البشير تجعلنا نتفاءل خيراً، وحديث شيخ علي أنه على استعداد للقاء الترابي تجعلنا نتفاءل خيراً وحديث دكتور السيسي أنه على استعداد للجلوس مع دكتور جبريل إبراهيم تجعلنا نتفاءل خيراً ويا ربي قرِّب البعيد!!
٭ كلمة أعزعزيزي ميرغني البكري لم تكسر ساقك بل كسرت ساق التواصل والمودة والمحبة، وكسرت قدم النبل وطهارة الدواخل ألف سلامة يا زول يا جميل..
أم وضاح
صحيفة آخر لحظة[/JUSTIFY]