نيران مجهولة تلتهم عشرات المنازل بالنيل الأبيض

[JUSTIFY]أسبوعان من عمر الزمان وألسن اللهب تشتعل فجأة من غير أسباب وتتخير المنازل بصورة عشوائية تارة في شرق القرية وتارة أخرى بغربها وقد تتزامن جنوبها مع شمالها لحظة الاشتعال… سر غامض لم يستطع قاطنو قرية عبد الرازق التي تقع شمال مدينة تندلتي ولاية النيل الأبيض وتبعد عنها 46 كليومترًا اكتشافه وما زالت النيران المجهولة تلتهم المنازل وحتى تسطير هذه الأحرف مساء أمس الجمعة وحكومة الولاية لم تحرك ساكناً علماً بأن جميع سكان المنطقة يقطنون الآن بالعراء حيث «لا سوق ولامستشفى ولا مدرسة ولا مركز خدمات»… «الإنتباهة» وقفت على الوضع المأساوي وكانت هذه القضية: اشتعال ذاتي عشوائي لم يسبق لعبد الودود محمد معوض أن زار ولاية النيل الأبيض في حياته إلى أن استجاب لنداء قوي من قلبه دافعه أن ساكني المنطقة من قبيلة «بنى جرار» التي ينتمي إليها لم يستوعب الحادث من خلال الحكايات التي سمعها عبر الهاتف فاستقل عربته وتحرك نحو القرية وقف على الحقيقة وأمدنا بهذه الصور المأساوية وحكى لنا: «أنه يومياً وحوالى الساعة الحادية عشرة صباحًا تشتعل النيران وبصورة عشوائية بمجموعة من المنازل المتفرقة وتهدأ وتيرة الاشتعال بعد التدمير التام للمنزل لتعاود بعد صلاة العصر وتستمر حتى المغرب ثم يتجدد السيناريو في اليوم التالي… بدأ الحريق بثلاثين منزلاً في اليوم الأول وتناقص تدريجيًا حتى وصل لمعدل منزلين في اليوم يبدأ الاشتعال بأعلى المنزل «السقف» ومن ثم ينتقل لباقي الأجزاء، والغريب في الأمر أنه ورغم هبوب الرياح من اتجاه الشمال للجنوب إلا أن النار تأخذ اتجاه الجنوب للشمال وتزداد قتامه دخانه مع سرعة الاشتعال، فدقيقة ونصف فقط هي مدة التهام الحريق لمنزل بأكمله» وفي الوقت الذي وصف فيه الوضع بالمأساوي استنكر تجاهل حكومة الولاية للحادث وتجاهل أمير القبيلة الذي لم يزر المنطقة للوقوف على وضع الأهالي الذين نصبوه أميراً من أجل قضاياهم، وأوضح انه على المستوى الأهلي تم تكوين لجنة لدعم القرية برئاسة آدم خير الله ومساعده عبد الله أبو الحية وعضوية كل من عبدالودود وخميس أبو عامر وقاسم السيد وناشد كل بني جرار وكل الخيرين داخل السودان وخارجه لمساعدة المواطنين على رقم الحساب 52240 بنك الثروة الحيوانية فرع المشتل الخرطوم. ذعر وخوف الأمين الطيب حماد يقطن منذ «55» عاماً بالمنطقة أكد أن الحادث جديد من نوعه حيث لم يسبق للمنطقة أن تعرضت لمثل هذا الحريق الهائل، وأوضح أنهم لا يعرفون السبب حتى الآن غير القضاء والقدر فقط، ووصف الاشتعال بالذاتي للمنزل، حيث ينتهي بدخان أسود كثيف، وبيَّن أن كل سكان المنطقة يقطنون بالعراء، فحتى الذين لم تشتعل منازلهم أصابهم الذعر وأخلوها تمامًا لأن النار تنتقل وبصورة يومية من منزل لآخر والآن جميعهم يتقاسم شجر الغابة المجاورة للقرية وأصبحوا يشاهدون الحريق من بعيد حسبما ذكر. خسائر فادحة أكد أهالي القرية عدم وجود خسائر في الأرواح إلا أنهم افتقدوا معظم ممتلكاتهم وكمية من الحبوب المخزنة وعددًا كبيرًا من «الأغنام» وتخوفوا أن ينتقل الحريق إلى الأشجار إذا ما التهم جميع المنازل. أين المسؤولون؟ استنكر أهالي المنطقة تجاهل المسؤولين لوضعهم حيث لم يزرهم الوالي ولم يرسل دعماً واكتفى معتمد تندلتي بزيارتهم في اليوم الرابع وأحضر معه حوالى «30» مشمعاً و«260» جوالاً عبوة «2 كيلة» من الذرة من لجنة الزكاة بالمنطقة ثم زارهم د. إبراهيم محمد إبراهيم أمين الحركة الإسلامية وأبوالقاسم مضوي رئيس الاتصال التنظيمي للمؤتمر الوطني بالنيل الأبيض ومندوب وزارة الرعاية إلا أنهم لم يفعلوا شيئاً.
التلفزيون يتهرب عدد من أبناء المنطقة على رأسهم آدم خير الله وجهوا دعوة لتلفزيون النيل الأبيض لعكس ما يدور لعله يلفت انتباه المسؤولين.. وافق في بادئ الأمر عبر مديره وذكر أن عقبتهم هي العربة التي تقلهم إلى القرية وقد وفروها لهم إلا أنهم بدأوا يتهربون من الأمر حتى الآن. مأساة الوضع الإنساني ينذر بكارثة صحية فشح المياه يجعل استخدامه محدوداً حيث بلغ سعر البرميل خمسة عشر جنيهاً إضافة لإصابة معظم الأطفال والنساء بالتهابات نتيجة بقائهم في العراء وتعرضهم للأتربة والغبار ولحرارة الشمس نهاراً وبرودة الجو ليلاً حيث لا مركز صحي ولا أدوية، وحدثني أحدهم على إستحياء أن عددًا من الولادات تمت في «ضروة» من الثياب وأن النساء لا يستطعن قضاء حاجتهن إلا ليلاً وناشدوا الحكومة توفير العلاج وبناء بعض الحمامات غير الثابتة. tandalty fire

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version