رئيس الوزراء البريطاني يفاجئ شاب سوداني بخطاب شكر لأغرب سبب

وضع عدد من العاملين الذين تم فصلهم من الخدمة ضمن طاقم السفارة البريطانية بالخرطوم قضاياهم علي منضدة الصحيفة بموجب الشكاوي والقضايا للجهات الرسمية ذات الصلة فيما كشف المشرف على حرس أمن السفارة بالخرطوم الكيفية التي فصل بها تعسفياً من الخدمة التي عين فيها بتاريخ 17/4/2008م وظل يعمل في الوظيفة حتى 4/2/ 2011م وقد وصل بقضيته إلي السيد ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني الذي رد علي شكوته بالبريد بعد أن تمكن الشاب السوداني من مراسلته.
وقال : بدأت قصتي أكثر غرابة من غيرها ولم تأخذ هذه الإبعاد إلا بعد أن تدخل السيد ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني فيها من خلال رده علي الشكوى التي كتبتها له عبر بريده الإلكتروني موضحاً فيها الظلم الذي وقع علي جراء فصلي تعسفياً من الخدمة بالسفارة البريطانية بالخرطوم علماً بأنني تم اختياري في العام 2009 كأحسن موظف في السفارة وعلي خلفية هذا الاختيار سلمت شهادة وأما في العام 2010م فكان أدائي بالسفارة ممتاز.
ومضي : وأوصلت في شكوتي لرئيس الوزراء البريطاني الأسباب التي أدت إلي فصلي حيث أشرت أن الأمور من لحظتها لم تمض بالصورة التي يجب أن تمضي عليها بعد الإشادات التي تلقيتها من مرؤوسي بالسفارة وبدلاً من أن يتم تحفيزي قاموا بفصلي بعد أن قالوا للمسئولين أنني أقط في النوم أثناء الخدمة في حين انه لم يحدث شيء من هذا القبيل وعليه تم فصلي تعسفيا.
وأردف : بدأت رحلة البحث عن الحقوق برفع شكوى ضد السفارة البريطانية لدي مكتب العمل السوداني ولكن السفارة المشكو ضدها لم تنفذ قرارات مكتب العمل السوداني فما كان من السلطات المختصة بالمكتب إلا وقامت بتحويلي إلى محكمة العمل بالخرطوم وبعد سبع جلسات تغيبت فيها السفارة عن جلستين. ما قاد قاضي المحكمة إلى مخاطبة وزارة الخارجية السودانية لكي تفيده عن مدي تمتع السفارة البريطانية ضد الإجراءات القضائية.
واستطرد : ومما ذهبت إليه ردت الخارجية السودانية لقاضي محكمة العمل بالخرطوم مؤكدة أن السفارة البريطانية تتمتع بالحصانة ضد الإجراءات القضائية وعلي خلفية ذلك التزم محامي السفارة بدفع الاستحقاقات ولكن لم يف بما ذهب إليه ما حدا بي أن الجأ إلى وزارة الخارجية السودانية قسم الحصانات والامتيازات.. والذي بدوره استدعي القائم بالإعمال البريطانية بالسفارة حيث نفي عدم إلمامه بقانون العمل السودان وقطع وعداً بحل الإشكالية.
واسترسل : وعندما عجزت من إيجاد الحل بالطرق الرسمية التي اتبعتها خطرة لي فكرة رفع شكوتي لوزرة الخارجية البريطانية التي بعثت لها بشكوى مفصلة حول الإشكالية التي تعرضت لها بالسفارة عبر الايميل وكان ردها أن تحل مشكلتي في الإطار المحلي للسفارة.
وتابع : ولم أجد حلاً أيضا ولكن لم أيأس حيث خاطبت في هذه المرة السيد ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني الذي منحته في بادئ الأمر الرقم الوظيفي الخاص بالسفارة البريطانية بالخرطوم ومن ثم شرحت له في شكوتي القصة الكاملة لفصلي تعسفياً من الخدمة مؤكداً له أنني لم احصل على استحقاقاتي المالية نظير خدمتي لكم بالسفارة البريطانية بالخرطوم وأوضحت له أنني قمت برفع شكوى للسفارة والخارجية البريطانية ولم أجد مستحقاتي المالية لذلك ارفع لسيادتكم شكوتي ضد سفارتكم بالخرطوم.
وأضاف : وجاءني رد السيد ديفيد كاميرون سريعاً عبر السفارة البريطانية بالخرطوم والتي بدورها سلمتني إليه .. وجاء في فحواه : (أولا أشكرك علي أخذ المشاق والتعب من أجل الوصول اليّ فيما وجه
وزارة الخارجية البريطانية لايجاد حل للاشكالية. وكرر شكره في مخاطبتي للاتصال به كرئيس .
مشكلتي مع دبلوماسي.
وفي ذات السياق قال اليأس عباس كودي كومي : مشكلتي مع السفارة البريطانية انني كنت اعمل في وظيفة حرس عامين حيث عينت يوم 1/1/2011م في منزل خدمة بالفترة المسائية وفي السابعة والربع صباحاً يخرج السيارة من (الجراج).. وصادف في ذلك اليوم أن اجري اتصالاً هاتفياً بالسفارة وقال لهم أنني غير موجود في الموقع في حين كنت موجوداً داخل (الكشك) الخاص بالحراسة وعندما خرجت منه شاهدني الدبلوماسي ولكنه لم يتحدث معي وأغلقت بدوري باب المنزل ومن ثم عدت إلى مكان عملي .. وفي السابعة وخمسة وعشرين دقيقة جاء المشرف ووجدني بالموقع فقال لي: أنت قاعد فقلت له : نعم.. فقال الخواجة اتصل بالسفارة وقال : أنت نائم.. وفقلت له : لست نائماً بل انتظر زميلي لكي يستلم مني الخدمة وأثناء تحدثي معه وصل زميلي الذي سأله المشرف لماذا تأخرت؟ فقال : المواصلات وكان راحتي ثلاثة أيام وعندما أتيت بعد هذه الأيام تفاجأت باحضار حرس غيري وكان ان اتصلت على مديري الذي قال عود الى المنزل الى ان نتصل عليك وعندما مر على ذلك ثلاثة أيام تلقيت منهم اتصالاً هاتفياً فقالوا من خلاله علي الإتيان للسفارة وكان أن حقق معي مديري المباشر الذي قال لي اكتب مشكلتك كتابياً بعدها عد إلى منزلك وانتظر منا اتصالاً هاتفياً بعد ثلاثة أيام من تاريخه تلقيت اتصالاً قالوا فيه : علي الحضور إلى السفارة لاستلام الخطاب والذي كان عبارة عن مجلس تحقيق كونت في إطاره لجنة فقال لي أريدك أن تقول الحقائق وبالتالي قلت ما تطرقت إليه مسبقا فقالوا لي : كلامك دا ما حقيقي.. واطلع بره وبعد خمس دقائق سوف نناديك وكان ان تم ذلك فقالوا لي أنت من الآن مفصول وعليك ان تسلمنا البطاقة. وقال مديري المباشر انه لدي فرصة استئناف للقرار الذي سلمته واتصلوا على بعد ذلك وسلموني خطاب مكتوب عليه ايقافي من العمل بدون مرتب.
واستمر : وما أن حدث ذلك إلا ورفعت السفارة شكوى ضدي إلى مكتب العمل بالخرطوم وكان أن تم استدعائي من طرف المكتب وقالوا لهم إنني كنت نائماً أثناء الخدمة فقالوا لهم هل لديكم شهود فقالوا: نعم وطلب منهم احضار الشهود.. وفي التاريخ المحدد احضروا شاهداً واحداً سئل كيف وجدني نائماً؟ فقال لم أشاهده نائما إنما كان يؤدي في خدمته.. فقالوا لهم هل لديكم شاهداً أخر فقالوا : نعم وكان أن قال ذات الأقوال وثم سئلوا عن شاهد ثالث وقالوا : لدينا وفي يوم الجلسة قالوا : إنهم لم يستطيعوا إحضاره.. وقال المحامي الخاص بالسفارة حددوا لنا يوم للقرار وفي يوم القرار تسلم محامي السفارة القرار الذي يقول تتم إعادتي إلى العمل أو فصلي ومنحي حقوقي وبعد مرور 15 يوم من القرار لم احصل على أي رد وكان أن ذهبت إلى السفارة وقابلت المدير المباشر لعملي وبدوره حولني لمدير شئون العاملين ولم استطع مقابلته ولكنه أرسل موظفاً معه وقال لي : إن المدير لم يتسلم القرار من مكتب العمل فشهرت له صورة من القرار وقلت له الأصل بطرف محامي السفارة عموماًُ قال الموظف : نحن لم نستلم القرار وعندما نستلمه سوف نتصل بك وكان أن رفعت شكوى للوزارة ولم أتلقي رداً.
وكشفت موظفة تفاصيل فصلها قائلة : كنت اعمل في وظيفة المدير المالي للسفارة البريطانية وكنت في إجازة (ولادة) بعد عمل 5 سنوات. وقطعت إجازتي بعد أن علمت أن أحد الموظفين تم فصله لأسباب غير معروفة بالنسبة لي وبحكم أنني المدير المباشر له سألت عن السبب فقالوا : إنه فصل لأسباب ومن ثم سألت مدير شئون العاملين عما حدث وبعد ذلك تم إدخالي مجلس محاسبة وقالوا : كيف تسألي عن هذا الفصل في حين أنني كنت ارغب في معرفة الكيفية التي فصل بها وفي اليوم التالي قالوا : أنت قلتي لإحدى الموظفات حديثاً بشكل عنصري وفي اليوم الذي تلي ذلك قالوا : يجب أن تدخلي معاينات فعلاً نفذت التوجيهات فقالوا : لم أكن جديرة في (الانترفيو) لذلك تم فصلي.
فيما قال أبوبكر يوسف أحمد آدم : كنت أعمل في السفارة البريطانية حرس أمن في إحدى الأيام ذهبت إلى تناول وجبة الإفطار وكان أن تأخرت عشرة دقائق من الزمن المحدد بنصف ساعة فقال ليّ مدير المباشر : لماذا تأخرت ؟ فشرحت له الأسباب فقال : إن التـأخر هذا اعتبره إنذار شفهي مني .. وفي المرة الثانية جاء ووجدني قريباً من موقعي في داخل السفارة حيث تحركت لشرب ماء من (الكولر) وعند عودتي وجدته يقف في الباب خارج السفارة فقال ليّ : أنت بعيد من الموقع الخاص بك وبالتالي اعتبر هذا إنذاراً شفهياً أيضا وفي اليوم التالي حضرت وواصلت العمل وفي نهاية الدوام تم استدعائي بالسفارة فقال ليّ : أكتب توضيح حول الأشياء التي قمت بها في الأيام الماضية ونفذت أمره فقال ليّ : سوف يتم إيقافك عن العمل ثلاثة أيام وبعد ذلك حققوا معي بمجلس محاسبة قالوا من خلاله : أنت خالفت قوانين العمل بالسفارة البريطانية لذلك سيتم إيقافك عن العمل.
وواصل أبوبكر محمد إسماعيل قائلاً : بدأت العمل في السفارة 1987م قسم الصيانة وقد مررت في هذا القسم بكل الأقسام وأخرها كنت أمين مخزن وأخذت في إطار عملي 5 شهادات للخدمة الممتازة 25 عاماً وفي فترة إحداث ليبيا أآتي إلينا مهندس من هناك وبعد أسبوعين من ذلك حرقوا عربته في أحداث الجماهيرية وعندما أرسلوا له رسالة بذلك قال : (حرقوا عربتي ولكن المفتاح في جيبي) فقلت له : ماذا تفعل بالمفتاح؟ ومن ساعتها أصبح يضايقني في العمل وظل يقود عربة من السفارة تحت إدارتي أنا.. الفورم الذي يملأ يومياً يفترض أن يراجع بواسطتي من ناحية الصيانة فما كان من رئيس السواقين إلا وقال ليّ : العربة الخاصة بكم لا يتم عمل (جيك) لها فقلت له : هذه العربة يقودها الخواجة الذي جاء إلينا في تلك اللحظة فسألني ما الذي أتي بك إلي هنا فرد عليه رئيس السوقين قائلاً : طلبت منه الحضور أنا وقال له : يجب أن يعمل للعربة (جيك) وعندما عدنا إلى الورشة قال للقروب أنه وجدني في غرفة السواقين وسألني رئيس القروب وأجبت عليه وكان أن ذهب المهندس في إجازة إلى بريطانيا وعلم بأنني منحت شهادة الخدمة الممتازة.
وأضاف : وعندما عاد المهندس البريطاني من هناك دلفت إلى مكتبه بغرض السلام فقال ليّ : 25 سنة كفاية ولابد من أن تترك العمل بالسفارة فقلت له : مازال عمري صغيراً ولابد من أن اعمل وبعد ثلاثة أيام كنت أقود العربة ومعي المهندس ورئيس القسم فقال ليّ المهندس البريطاني : لماذا تقود السيارة هكذا وطالما أنك تقودها بهذه الطريقة لابد من أن تترك السفارة فقلت له : أنت عمرك كم فقال عمري 68 سنة فقلت له : يجب أن تذهب إلى تحت الأرض إلى ما لانهاية وعندما وصلنا الموقع رفض أن يدخل إليه على خلفية ذلك ظل يضايقني كثيراً رغماً عن أنني موقع عقداً مع السفارة بأخذ النفايات الخاصة بالبيوت الدبلوماسية والسفارة والورشة والمنظمة وفي الصباح قمت بالمهمة وكان أن قابلني المهندس في السادسة صباحاً وسألني ماذا تحمل؟ فقلت له : كالعادة (وساخة) .. فقال ليّ : اقتف وظل يبحث بين النفايات فوجد قطاع مواسير بلاستيك خاصة بالمياه فقال ليّ : لماذا تشيل هذه المواسير أنا دايرهم وكان ان رجعتهم في مكانهم وفي اليوم التالي قال للإدارة أنني شلت المواسير بدون أذن وكان أن سلمت خطابي استدعاء وجلست معهم في مجلس تحقيق تم بموجبه فصلي.

الخرطوم: سراج النعيم

Exit mobile version