مصادفة غريبة تنقل إلينا كيف يفكر الناس ..

[JUSTIFY]والأستاذ يوسف عبد المنان ليس لصاً عادياً ..

الأستاذ تطوير ممتاز لنموذج اللص الأوكراني..

وصاحب (شجرة الزيتون) الصحفي الأمريكي الشهير ــ فريدمان ــ يقص أن لصاً في أوكرانيًا حين يشهر بندقية كبيرة في وجه صاحب سيارة ويهرب بالسيارة يعود بعد ساعة ويلحق بصاحب السيارة وبغضب بالغ يطلب أوراق السيارة وهو يصرخ في وجه الرجل
: لماذا تحمل الأوراق في حقيبتك؟..
ويوسف.. في برنامج تلفزيوني أمس الأول: يصرخ في وجوهنا ساخطاً ومتسائلاً عن لماذا لا نسلمه عقولنا ــ إيه العالم دي؟.
يوسف ومحمد لطيف وصاحب برنامج «حتى تكتمل الصورة» وأحمد هارون معهم كلهم ينتهي إلى أن
.. التمرد في المناطق الانفصالية يقاتل ويطلب الانفصال لأن الخرطوم ترفض إعطاءه حق المشاركة والحرية و… و…
والجملة تعني شهادة من السيد يوسف أن حركات التمرد هذه نظيفة الوجدان.. وأنها لم تتمرد إلا بعد أن عجزت عن الحصول على الحقوق.. وأنها راشدة بالغة مالكة لأمرها.. وليست تابعاً لأحد وراء الحدود.
واللقاء وبعقل بارد أو بشيء آخر بارد يقرر أن الشماليين الذين دعموا الحركة الشعبية ما كانوا يعرفون أنها تريد الانفصال.
ويوسف وصحبه وأتباعه كلهم يطلب هنا وبأسلوب لص العربة أن نسلم هؤلاء بقية السودان.
.. بعدها بساعة.. ومصادفة غريبة تنقل إلينا كيف يفكر الناس.
والهاتف يحدثنا عن أن الرئيس ديبي ينظر إلى أحذية جنود (سيليكا) يدخلون بانغي ويعرف أن حساباته كانت دقيقة.
وبوزازيه الذي يطرده الثوار كان من يقوده إلى الحكم ويحرسه لعشر سنوات هو… ديبي.
والآن أعداء ديبي يملكون.. وينظرون إلى ديبي بعيون حمراء.
وديبي ينظر إلى باريس ويجد أن الرئيس الجديد هناك لا ينسى أن ديبي أعدم أحد أصدقائه هناك.. وأنه ينظر إلى ديبي بعيون ثوار إفريقيا الوسطى.
.. وإن جدران إنجمينا ليلة سقوط ساركوزي كانت تلقى الصباح وعليها جملة واحدة ــ (ساركوزي – ثم من)!!
وديبي الذي كان يرسل قواته إلى بوزازيه يرسل قواته لدعم قوات رئيس فرنسا الجديد في مالي.
وديبي يجد أن عيون ثوار ليبيا تنظر إلى ديبي وبحاجب (مصرور) فإنجمينا ما تزال شركة بترولها وحيطان مدارسها وأكبر فنادقها تحمل صور القذافي.. وأمواله.
وأحدهم يهبط الخرطوم الأسبوع هذا يطلب من البشير أن يحدِّث طرابلس خلف فنجان من القهوة..
.. وعقل ديبي يحدِّث عقول الناس..
وشيء في ردهات مؤتمر القمة أمس في الدوحة كان يغزل الغزل والغزل – بفتح الزاي – بين الرئيس وجهات حول السودان – عقول تحدِّث عقولاً.
… و…
لكن لطيف من هنا في تلفزيون النيل الأزرق وأحمد هارون كلهم يغزل غزل صاحبة الأنكاث لأنه لا يرى عقولاً عندنا.
وأحمد هارون ــ الذي يذهب لقيادة المحادثات القادمة ــ يحدِّث وكأنه يبشِّرنا بأنه ــ أحمد هارون ــ سوف يعيد ويستعيد ما كان يصنعه مع الحلو قبل عامين.
وقبل عامين يُقام تعداد للسكان هناك.. ويكتمل.. ولا يعجب الحلو.. والحلو يجعل أحمد هارون يُعيد عملية التعداد.
والانتخابات تقام.. والحلو يخسر.. والحلو يجعل أحمد هارون يعيد فرز الأصوات وأحمد يطيع.
والحلو يجعل أحمد هارون يلقاه في بورتسودان ولأربعة أيام.. وأحمد يفعل.
و… و…
ينتهي الأمر إلى الحلو وهو يقود الآن ما يقود..
وحتى تكتمل الصورة.. رئيس وزراء تونس الثورة وفي ليلة الاثنين ذاتها كان يحدِّث عن أن جهات أجنبية تقود جماعات في تونس ضد الحكومة الإسلامية.
قال: قلنا لهم – إن ذهب الإسلاميون ــ مثلنا في تونس ــ جاءكم أهل القاعدة.
قال: قتلوا (بلعيد) ليشعلوا الأمر.
.. وفي مصر يحدِّث المحللون عن أنه إن ذهب مرسي والإخوان جاء الأصوليون.
ويدهشنا أننا نهاية الأسبوع الماضي نحدِّث عن أنه إن ذهبت الإنقاذ جاء الأصوليون.
و… و…
يبقى أن كل جهة تقول وتفعل وهي تحدِّث عقول الناس.
لكن يوسف لا يحدِّث عقولنا لأنه ليس عندنا عقول.
.. يوسف الذي يختطف سيارتنا لا يعود ليطلب الأوراق.

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version