* نحن أيضاً لدينا تحفظات على اتفاقية نيفاشا أعلناها عقب التوقيع عليها خاصة فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية ووجود جيشين وعلمين بل ونظامين سياسيين, ولكننا مع ذلك ندافع عن استحقاقات هذه الاتفاقية التي حققت السلام في جنوب البلاد وانتقلت بالحكومة الاتحادية إلى مرحلة جديدة قوامها الشراكة السياسية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.
* لكن الذي نرفضه هو تأجيج نيران الفتنة التي لا تحتاج إلى من يوقظها بين طرفين خاضا حرباً لعينة راح ضحيتها أبناء أعزاء علينا سواء من هنا أو هناك، ومازالت هناك قضايا عالقة يسعى الطرفان لحسمها لصالح تعزيز السلام واستكماله في كل ربوع البلاد وفي دارفور خاصة.
* وفي القضية موضوع الخبر، وبغض النظر عن حق (الجيش الشعبي لتحرير السودان) في التسلح لحين استكمال بناء القوات المشتركة وتعزيز القوات المسلحة السودانية القومية فاننا لا نرى مبرراً لهذه الضجة التي أثيرت في الصحف وأججتها بعض الأقلام التي تحلم بالنكوص عن اتفاقية السلام وكامل استحقاقاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعدلية والأمنية والتنموية.
* ان سفينة السلاح التي أعلنت الحكومة الكينية ملكيتها للسلاح المحمول عليها فتحت موضوعاً مهماً هو الأولى بالتكاتف لمجابهته ونعني به القرصنة البحرية التي تستوجب جهداً اقليمياً ودولياً لمنع تكرار مثل هذه الأعمال الاجرامية التي تهدد أمن البحر الاحمر وأمن المنطقة بأكملها.
*وتبقى القضية الداخلية الأهم بالنسبة لنا هي ضرورة محاصرة أسباب الخلافات والفتن بدلاً من اشعالها وتأجيجها لأنها لا تهدد فقط اتفاقية السلام وانما تهدد بشكل مباشر أمن الوطن والمواطنين ومستقبل البناء الوطني عامة.[/ALIGN]
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1046 – 2008-10-12