إنهم « لا يحتملون » !

[JUSTIFY]سيل من الاتصالات والتساؤلات الحيرى وصلت إلينا تبحث عن حقيقة تلك القضية التي وضعتنا في واجهة الاتهامات والمحاكم في قضية حق عام كنا نبتقي منها أعمال مبدأ «نصف رأيك عند اخيك» حاولنا السير في مسالك الحقيقة ودروبها وهو ذات الطريق الذي يطوي المسافات ما بين الصحافة والمواطن.. ولكن السلطان ظن وتوهم بأن هذا الطريق الذي سلكناه سيضيع عليه سلطانه ويزلزل الأرض من تحت عرشه فجن جنونه فلجأ إلى استخدام صولجانه على رقابنا لتأديبنا حتى يعيدنا للسير في رحاب سلطانه أو التسبيح بحمده.

والذين يبحثون عن الحقيقة من اؤلئك الذين همتهم القضية نقول لهم: إن البلاغ الذي فتح في مواجهتنا بالرقم (773) صادر من مباحث ولاية الجزيرة.. وهذا بالفهم الإجرائي خارج الاختصاص لأن القضية معنية بالنشر وليست جنائية وحتى لا نتوه في ثنايا النصوص القانونية فالمستشار القانوني لـ «الإنتباهة» سيتولى هذا الجانب كاملاً..

ولكن في ماذا كان التحري؟ كنا نظن أن التحقيق معنا لا يخرج من دائرة أننا سخرنا من مركز التلقيح الصناعي أو شككنا في جدواه وفائدته للمنطقة لأن البلاغ تقدمت به وزارة الزراعة بالجزيرة ومسنود بقوة دفع (قدرية) ولكن لم توجه إلينا تهمة مباشرة من شاكلة أننا تحدثنا عن فساد أو أرقام مغلوطة أو حقائق غير واقعية ولكن التحري طوف بنا في جوانب لا يربطها رابط..

سألونا.. عمن نقصد بالحاشية المضطربة؟ وعن المشروعات البائسة؟ وعن القوم الذين أكلوا وشبعوا حد التخمة «من نعني تحديدا».. كما أن عبارة الحشود المصنوعة لم تكن مستساغة المذاق وغيرها من العبارات التي وردت في المقال موضع الاتهام وظن التحري أننا حينما كتبنا «نافع في المناقل» هو سخرية أو تقليل من شان أو مقام الرجل ولكنها الحرفية والمهنية المجردة التي دائمًا ما تتقاطع وربما تتصادم مع السلطة القابضة وبهذا تضيع قيمة المعرفة شأن الحق العام رقم أنه حق مكفول في شرائع الدنيا.. غاية ما أردناه أن نهدي للحكومة عيوبها ولكن لا يبدو أن الحكومة تهتدي بما ورد في الأثر «رحم الله رجلاً أهداني عيوبي».

قناعتنا ازدادت بأن المسافة الفاصلة بين الممارسة المهنية والاحترافية يتسع مداها كلما ازدادت درجة التربص لدى الحاكم بمواعين الرأي الآخر.. يريدون وضع الحواجز والأستار والأقنعة في وجه كل حقيقة حتى يبطلوا إشراقها ويحيلونها إلى رماد وغبش.. أليس من حق محلية المناقل أن تفرح وتهلل وتكبر بأن هذه الفئران جلبت إليها «المليارات» وأعادت لهذا المستشفى حياءه المفقود ؟.

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version