ورغما عن الأشواك الموضوعة بكثافة في طريق المرأة آنذاك للانطلاق والعمل في مهن ارتبطت في ذهن العامة بالرجل إلا أن هناك امرأة نجحت في خوض التجربة بنجاح باهر كان سببًا في ظهور المرأة بكثافة داخل جهازي الإذاعة والتلفزيون فيما بعد.
من هي هذه المذيعة الأولى تلفزيونيًا وإذاعيًا:
سطع اسم عفاف صوت في العام «1964م» وهي تقرأ نشرة الأخبار الرئيسة بالتلفزيون ومنها انطلقت في عمل إبداعي خلف مايكرفون الإذاعة وأمام شاشة التلفزيون لسنوات متعددة.
درست الأستاذة عفاف صفوت مراحلها الدراسية بالخرطوم بحري وهي المدينة التي احتضنتها وأسرتها فكانت دائمة الاطّلاع على كتب الثقافة والمعرفة بفضل وجود والدها موظف الدولة وأطراف من أقاربها المهتمين بالمعرفة.
كيفية اختيارها للعمل بالتلفزيون:
– حين افتتاح التلفزيون في ديسمبر من العام «1962م» تم اختيار الأستاذة عفاف صفوت للعمل به مع شخصيات نسائية أخرى كان من ضمنها الأستاذة رجاء أحمد جمعة التي كان ظهورها سابقًا لظهور الأستاذة عفاف صفوت.
رغمًا عن ظهور الأستاذة عفاف صفوت بعد رجاء أحمد جمعة إلا أنها أول عنصر نسائي في السودان يقرأ نشرة أخبار بالتلفزيون.
العمل في الجهازين الراديو والتلفزيون:
– فتح باب الظهور الجماهيري لعفاف صفوت بالتلفزيون آفاقًا إعلامية جديدة فتعاونت مع الإذاعة في ثلاثة برامج وهي (برنامج الأسرة) الذي كانت تعده وتقدمه الأستاذة صفية محمود (حبوبة فاطمة) وبرنامج (الإذاعة والمستمع) زائدًا برنامج (ما يطلبه المستمعون) الذي لم تستمر فيه طويلاً.
هدايا داخل حوش الإذاعة لعفاف صفوت:
– بلغ إعجاب المستمعين بصوت المذيعة عفاف صفوت حدًا جعلهم يقتحمون حوش الإذاعة لتقديم الهدايا لها والتي كانت عبارة عن حلوى وبلح ــ وذلك تعبيراً عن المودة والمحبة والإعجاب.
زيادة في الخبرة الإعلامية:
تلقت الأستاذة عفاف صفوت تدريباً على العمل الإذاعي على يد الأستاذين الإعلاميين محمد طاهر ومحمد خوجلي صالحين وهو ما زاد من خبرتها في العمل الإعلامي فكانت واحدة من نجوم العمل الإذاعي كمذيعة ربط ومن ثم قارئة لنشرات الأخبار وأخيرًا كممثلة درامية في عدد من المسلسلات الإذاعية.
ومن خلال عملها الإذاعي زاملت الأستاذة كلاً من سكينة عربي وسعاد أبوعاقلة والرضية آدم .. والثلاثة الأخيرات أتين بعدها.
العمل الإداري بالإذاعة والتلفزيون:
في منتصف العام 1977م تم اختيار الأستاذة عفاف صفوت للعمل ضمن الكادر الإداري للإذاعة والتلفزيون فعملت في موقعها الأخير بكل همة ونشاط مطالبة بعض المستمعين والمشاهدين بعودتها من خلال الصحف.
المطالع لصحف الصحافة والأيام وهما الصحيفتان اليوميتان اللتان كانتا تصدران في السودان يجد طوال شهري يونيو ويوليو من العام 1979م كماً من مطالبات القراء لإدارتي الإذاعة والتلفزيون بعودتها للعمل كقارئة لنشرات الأخبار بالإذاعة والتلفزيون أو كمذيعة ربط مما يدل على مدى تغلغلها في وجدان متلقى الجهازين الإعلاميين.
العبارات المتأنقة والحضور الطاغي:
تعتبر الأستاذة عفاف واحدة من الإعلاميات اللائي وضعن بصماتهن على خارطة العمل بالإذاعة والتلفزيون وذلك من خلال عباراتها ذات التأثير في نفوس المستمعين والمشاهدين وذلك على شاكلة (طاب مساؤكم) و (سيداتي آنساتي سادتي طاب مساؤكم) (أودعكم على أمل التواصل معكم) (لكم جزيل شكري لحسن الاستماع)
البصمة التاريخية لصوتها:
يعتبر برنامج (لسان العرب) الذي كان يعدُّه ويقدِّمه الأستاذ الراحل فراج الطيب هو البرنامج الذي شاركت في شعاره وذلك عبر صوتها المتفرِّد وذلك بكلمتين فقط وهما اسم البرنامج ومازال المخضرمون يعيشون في سماوات الجمال الصوتي الذي حباها الله به حين تقول (لسان العرب).
الهجرة والبقاء بالشام:
في منتصف الثمانينيات هاجرت الأستاذة عفاف صفوت إلى العراق مع زوجها الأستاذ أحمد قباني فبقيا هناك حتى العام 1997م وهو العام الذي توفي فيه زوجها المبدع ذلك الإذاعي الذي يستحق كتابًا لما قدمه للإذاعة السودانية.
بعد وفاة زوجها بقيت عفاف صفوت ما بين شقيقتها التي تقيم بإحدى الدول العربية والعراق.
نصيحة لمن فاتهم سماع صوتها
لجميع من فاتهم سماع صوتها مباشرة عبر أثير الإذاعة عليهم بمتابعة شعار برنامج (لسان العرب) الإذاعي وعليهم الانتباه للصوت الإذاعي الذي يقول (لسان العرب).
صلاح الدين عبد الحفيظ مالك
صحيفة الانتباهة