{ نظموا حملة إسفيرية باهتة، سمعت عنها، ولم أجد وقتاً لأضيعه في متابعة سذاجاتهم، فقد أسقطوا عمداً أو جهالة ما ورد في بقية المقال، ومفاده أن الشعب السوداني (غير) محظوظ وكذلك الرئيس “البشير” لأنه لم يحظَ بمستشارين ووزراء بثقل وعمق معظم الذين عملوا مع الرئيس الراحل “جعفر نميري”!!
{ غير أن هرطقات سفهاء (الفيس بوك) وإسقاطات مناضلي (الكي بورد) لم تهمني يوماً ولم أعرها اهتماماً، ولو كنتُ أفعل لما أصدرتُ صحفاً تتقدم واحدة بعد الأخرى، والسادة (المناضلون) فاغرون أفواههم من أثر الخيبة.. وشدة الدهشة!!
{ وهأنذا أعيدها وأكرر: الشعب السوداني محظوظ جداً لأن رئيسه المشير “عمر البشير”، وليس “القذافي”، ولا “مبارك”، ولا “بن علي”، ولا “بشار الأسد”.
{ في عدد اليوم من (المجهر) أعلنها “البشير” قاطعة أنه لن يترشح لدورة رئاسية قادمة، وقال بالنص: (كفاية نحنا حكمنا كم وعشرين سنة…)!!
{ لله درك يا “بشير”..!! يقول هذا وأنا أعلم أن العديد من قيادات (المؤتمر الوطني) تسعى (بأيديها وكرعيها) لتجدد للرئيس دورة أخرى، لتبلغ سنوات حكمه في العام 2015 (31) عاماً!!
{ وهم لا يفعلون ذلك خوفاً من (الفتنة) وشق الصف.. (الفزّاعة) التي يستخدمونها لتمرير فكرتهم الخاطئة والمدمرة، بل يسعون من وراء ذلك للحفاظ على مواقعهم ومقاعدهم (الدوّارة) بين الوزارات والإدارات والمناصب!
{ يريدون أن يستظلوا بظل “البشير” الوارف.. يسندون رؤوسهم إلى صدره الواسع الحنون، لكنه يقول (كفى).. (لقد حكمنا كم وعشرين سنة)!!
{ الشعب المصري هب في وجه الرئيس “مبارك”، وأطلق حملة وتنظيماً باسم (كفاية)، كان له وجود حقيقي في الشارع، تدفق لاحقاً حتى بلغ (ميدان التحرير)، ولكنه – الرئيس “البشير” – هو الذي يقول لنفسه علناً و(حصرياً) في السودان، ولا مكان غير السودان: (كفاية)!!
{ حدثوني عن رئيس يقول (كفاية حكم) غير “البشير”؟!
{ صحيح أن الشعب يعاني من أزمة معيشية خانقة.. صحيح أن أسعار جميع السلع (نار.. نار).. وأن أسعار الأدوية (نيران).. وأن العطالى بالملايين.. ولكن الأصح أيضاً أننا شعب لا يعمل، لا ينتج.. وأن (الأحباش) هم الذين حصدوا لنا المشاريع الزراعية في القضارف، في وقت فرّ فيه شبابنا إلى الصحاري وبطون الجبال بحثاً عن الذهب!!
{ نحن شعب لا يعمل.. وإن عمل لا يتقن عمله.
{ وتجارنا مزايدون وجشعون، والآلاف من العاملين في (الحكومة) و(السوق)، بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية، بما في ذلك العاملون في (صحفنا)، انتهازيون وفاسدون.
{ يجب أن نعترف جميعاً.. يجب أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب الرئيس.
{ سيدي الرئيس “البشير”.. (كيفما تكونوا يُولى عليكم) هو حديث ضعيف حسب “العسقلاني” و”الألباني”.. ولا أدلّ على ضعفه من حقيقة أنك (أفضل) من سوادنا الأعظم ديناً، وخلقاً، وزهداً بين الحاكمين.. وقبولاً بين الناس.
{ نعم.. لا نملك إلاّ أن نقول:
لله درك يا “بشير”!!
صحيفة المجهر السياسي